كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

230 - أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ:
بَيْنِي وَبَيْنَ لِئَامِ النَّاسِ مَعتَبَةٌ ... مَا تَنْقَضِي وَكِرَامُ النَّاسِ خِلاَنِي
إِذَا لَقِيتُ لَئِيمَ الْقَوْمِ أَبْغَضَنِي ... وَإِنْ لَقِيتُ كَرِيمَ الْقَوْمِ حَيَّانِي.
231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ بُكَيْرٍ (1) الْغِفَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ, يُقَالُ لَهُ: نَضْلَةُ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ يَمْشِي, وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَخْطِرُ, وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ بَطْحَاءِ مَكَّةَ كُدْيًا فَكُدَاهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ عُمَرُ, فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ لَكَ دِينٌ فَلَكَ كَرَمٌ, وَإِنْ يَكُنْ لَكَ عَقْلٌ فَلَكَ مُرُوءَةٌ, وَإِنْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ فَلَكَ شَرَفٌ, وَإِلاَ فَأَنْتَ وَالْحِمَارُ سَوَاءٌ.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرشد: "بكير بن بكر" وبكير بن بكير هو المذكور في شيوخ محمد بن عِمران بن أَبي ليلى في تهذيب الكمال (26/ 229).
232 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيّ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ, فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى عُنُقِهِ امْرَأَةٌ مِثْلُ الْمَهَاةِ, وَهُوَ يَقُولُ:
صِرْتُ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ... مُوَطًّا أَتَّبِعُ السُّهُولاَ
أَعْدِلُهَا بِالْكَفِّ أَنْ تَمِيلاَ ... أَحذَرُ أَنْ تَسْقُطَ أَوْ تَزُولاَ
أَرْجُو بِذَاكَ نَائِلاً جَزِيلاَ
فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَدْ وَهَبْتَ لَهَا حَجَّكَ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتِي, وَاللَّهِ إِنَّهَا مَعَ مَا تَرَى مِنْ صَنِيعِي بِهَا لَحَمْقَاءُ مِرْغَامَةٌ أَكُولٌ قَمَّامَةٌ, مَشْئُومَةُ الْهَامَةِ, مَا يَبْقَى لَهَا خَامَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا إِذْ كَانَ قَوْلُكَ فِيهَا هَذَا؟ قَالَ: حَسْنَاءُ فَلاَ تُفْرَكُ, وَأُمُّ عِيَالٍ فَلاَ تُتْرَكُ، قَالَ: أَمَا لِي فَشَأْنُكَ بِهَا.

الصفحة 169