كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

242 - حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ وَاضِعٌ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الآخْرَى, وَبِيَدِهِ رَيْحَانَةٌ يَشُمُّهَا أَوْ يَشُمُّهُ.
243 - حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ, قَالَ: مَرَّ سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِقَبْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ بِالرَّقَّةِ, فَقَالَ: قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: قَبْرُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا وَهْبٍ، وَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَبْرُ مَنْ هَذَا الآخَرُ؟ قِيلَ: قَبْرُ أَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ الشَّاعِرِ، قَالَ: وَهَذَا فَرَحِمَهُ اللَّهُ، فَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ كَرِيمًا.
244 - حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي يَحْيَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمِّهِ الرُّوَيْلِ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: عَبَرْتُ مَعَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ النَّهَرَ خَمْسَ عَبَرَاتٍ (1), فَمَا مِنْ عَبْرَةٍ إِلاَ وَهُوَ بَعْدَهُ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ, فَإِذَا تَوَسَّطَ النَّهَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي خُنْتُ دِرْهَمًا قَطُّ, فَغَرِّقْنِي فِي الْبَحْرِ كَمَا أُغْرِقُ هَذَا الْخَاتَمَ, ثُمَّ يَقْذِفُهُ فِي النَّهَرِ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "عبرة", وأفاد محققها احتمال كونها: خمس عشرة عبرة.
245 - وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الرُّوَيْلِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ قُتَيْبَةَ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ مَدِينَةً مِنْ مُدُنِ خُرَاسَانَ, فَأَزْحَمَ النَّاسُ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فَرْضَةٍ فِي نَهْرٍ, فَلَحِقَنِي رَجُلٌ عَلَى بَغْلَةٍ, أَوْ بَغْلٍ, فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ يَا رَجُلُ؟ فَقُلْتُ: مِنْ طَيِّئٍ, قَالَ: مِنْ أَيِّهَا؟ قُلْتُ: مِنْ جَدِيلَةَ, قَالَ: مِنْ أَيِّ بَنِي جَدِيلَةَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي جُبَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ جُدْعَانَ, قَالَ: أَتَعْرِفُ الَّذِي يَقُولُ:
يَجُوبُ الْبِلاَدَ لِجَبِّ الْعَار ... وَلاَ يَتَّقِي طَائِرًا حَيْثُ طَارَا
سَنِيحًا وَلاَ بَارِحًا طَائِرًا ... عَلَى كُلِّ حِينٍ يُلاَقِي الْيَسَارَا
قُلْتُ: نَعَمْ، هَذَا مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ لَجَاءَ التَّيْمِيِّ, فَقَالَ لِدَابَّتِهِ: عَدِّي, فَقَبَضْتُ عَلَى لِجَامِهِ, فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْتَنِي, أَخَذْتَ نَسَبِي, ثُمَّ تَنْطَلِقُ وَلاَ أَسْأَلُكَ مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ, قُلْتُ: مِنْ أَيِّ قَيْسٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا قُتَيْبَةُ، قُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ، ثُمَّ مَضَيْنَا.

الصفحة 173