كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

248 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ اخْتَلَفَا فِي رَجُلٍ مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ, فَقَالَ سَعِيدٌ: الْحَارِثُ ابْنُ عَيْطَلَةَ, وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: صَدَقَا جَمِيعًا, كَانَتْ أُمُّهُ تُدْعَى عَيْطَلَةَ, وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى قَيْسًا.
249 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَرَقًا لاَ شَوْكَ فِيهِ، فَأَصْبَحُوا شَوْكًا لاَ وَرَقَ فِيهِ، إِنْ نَقَدْتَهُمْ نَقَدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، قَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: تُقْرِضُهُمْ مِنْ عرضكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ.
250 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، قَالَ رَجُلٌ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ, إِذْ أَعْرَابِيُّ يَدْعُو, فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا مُعِينُ الْمَخْذُولِينَ لاَ تَقْطَعَنَّ بِي زَوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، ضَيْفُكَ حَلَّ بِفِنَائِكَ، فَاجْعَلْ قِرَاهُ مِنْكَ الْجَنَّةَ.
251 - حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، أَنَّ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا اسْتُقْضِيَ, أَتَاهُ (1) الْحَسَنُ فَبَكَى إِيَاسُ, فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ, بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلاَثَةٌ: رَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ, فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ مَالَ بِهِ الْهَوَى, فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ, فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ,
فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّهُ فِيمَا قَصَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مِنْ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلاَءِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}، فَأَثْنَى اللَّهُ عَلَى سُلَيْمَانَ, وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ, ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ ثَلاَثًا: لاَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا، وَلاَ يَتَّبِعُونَ فِيهِ الْهَوَى، وَلاَ يَخْشَوْنَ فِيهِ أَحَدًا، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً}.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "أباه" مصحفا, والخبر رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 26) من طريق ابن أبي الدنيا على الصواب.

الصفحة 175