كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الأَحْمَرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا, قَالَ: فَمِنَ الأَنْفِ, أَمْ مِنَ الْلَّحْيَيْنِ, أَمْ مِنَ الْقَفَا؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الأَنْفَ حَنْظَلَةُ, وَأَنَّ الْلَّحْيَيْنِ الْكُرْدُوسَانَ قَيْسٌ وَمُعَاوِيَةُ, وَأَنَّ الْقَفَا رَبِيع. قَالَ: قُلْتُ: لاَ بَلْ مِنَ الأَنْفِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ حَنْظَلَةَ الأَغَرِّ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا, قَالَ: أَفَمِنَ الْبُيُوتِ, أَمْ مِنَ الْفُرْسَانِ, أَمْ مِنَ الْجَرَاثِيمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُيُوتَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ, وَأَنَّ الْفُرْسَانَ يَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ, وَأَنَّ الْجَرَاثِيمَ الْبَرَاجِمُ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ بَلْ مِنَ الْبُيُوتِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْعُرْفِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: أَفَمِنَ الْبُدُورِ, أَمْ مِنَ النُّجُومِ, أَمْ مِنَ السَّحَابِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُدُورَ بَنُو دَارِمٍ, وَأَنَّ النُّجُومَ بَنُو طَهْيَةَ, وَأَنَّ السَّحَابَ بَنُو الْعَدَوِيَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ بَلْ مِنَ الْبُدُورِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي دَارِمٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ اللُّبَابِ, أَمْ مِنَ الشِّهَابِ, أَمْ مِنَ الْهِضَابِ, أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمُ الآخَرِينَ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ اللُّبَابَ بَنُو عَبْدِ اللهِ, وَأَنَّ الشِّهَابَ بَنُو نَهْشَلٍ, وَأَنَّ الْهِضَابَ بَنُو مُجَاشِعٍ, وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الآخَرِينَ سَائِرُ وَلَدِ دَارِمٍ.
قَالَ: قُلْتُ: لاَ بَلْ مِنَ اللُّبَابِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَا أَنَا. قَالَ: أَفَمِنَ الْبَيْتِ أَنْتَ, أَوْ مِنَ الزَّوَافِرِ الأَحْلاَفِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مِنَ الْبَيْتِ. قَالَ: ذَاكَ أَحَدُ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ. قَالَ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَإِنَّ زُرَارَةَ وَلَدَ عَشَرَةً, فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ وَلَدِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ. قَالَ: فَإِنَّ عَلْقَمَةَ وَلَدَ رَجُلاً وَاحِدًا شَيْبَانَ بْنَ عَلْقَمَةَ, وَلَسْتَ بِهِ, فَتَزَوَّجَ بِنِسْوَةٍ, تَزَوَّجَ عَكْرَشَةَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ, فَوَلَدَتْ، وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ, فَوَلَدَتْ لَهُ، وَتَزَوَّجَ مِهَادَ بِنْتَ حُمْرَانَ, فَوَلَدَتْ لَهُ، فَأَيُّهُمْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ. قَالَ: أَمَا وَرَبِّي مَا افْتَرَقَتْ فِرْقَتَانِ, إِلاَ كُنْتَ فِي الْفِرْقَةِ الَّتِي لاَ تَضُرُّكَ إِلاَّ تَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا, حَتَّى مَارَسَكَ عَلَى الْمَجْدِ أَخُوكَ.

الصفحة 187