كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

305 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَقْطَرِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ النُّجُومَ تَنَاثَرَتْ, لَسَقَطَ قَمَرُهَا فِي حُجُورِ بَنِي يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ.
306 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ بِالْبَادِيَةِ كَانَ أَحْسَنَ دِينًا مِنْ صَعْصَعَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ, وَلَمْ يُهَاجِرْ, وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَ, وَهُوَ الَّذِي افْتَخَرَ بِهِ الْفَرَزْدَقُ, فَقَالَ:
مِنَّا الَّذِي مَنَعَ الْوَائِيدَاتِ ... فَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ تُوئَدِ.
307 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِعَلِيٍّ: قُمْ فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ, فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَصْعَدْ صَعِدَ غَيْرُكَ, قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَحْيِ أَنْ أَصْعَدَ الْمِنْبَرَ, وَلَمْ أَدْفِنْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: فَصَعِدَ غَيْرُهُ, قَالَ: وَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ حِينَ كَانَتِ الشُّورَى: انْزِعْ نَفْسَكَ مِنْهُمْ, فَإِنَّهُمْ لَنْ يُبَايِعُوا غَيْرَكَ.
308 - وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِعَلِيٍّ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ وَلاَ تَدْعُ النَّاسَ إِلَى نَفْسِكَ, فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ بِمَكَّةَ لَمْ يُبَايِعِ النَّاسُ غَيْرَكَ, قَالَ: وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: لَئِنْ لَمْ تُطِعْنِي فِي هَذِهِ الرَّابِعَةِ لأَعْتَزِلَنَّكَ، ابْعَثْ إِلَى مُعَاوِيَةَ عَهْدَهُ, ثُمَّ اخْلَعْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَاعْتَزَلَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِالْيَمَنِ, فَلَمَّا اشْتَغَلَ عَلِيٌّ وَمُعَاوِيَةُ فَلَمْ يَبْعَثُوا إِلَى الْمَوْسِمِ أَحَدًا, جَاءَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَدَعَا لِمُعَاوِيَةَ.

الصفحة 194