كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

339 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَشْرَجٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: جَاءَهُ دِهْقَانٌ, فَسَأَلَهُ عَنِ السُّكْرِ: أَحَرَامٌ هُوَ أَوْ حَلاَلٌ؟ فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ، قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَرَامًا؟ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ التَّمْرِ أَحَلاَلٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلاَلٌ, قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْكَشُوتِ أَحَلاَلٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلاَلٌ، قال: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمَاءِ أَحَلاَلٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلاَلٌ، قَالَ: فَمَا خَالَفَ مَا بَيْنَهُمَا, وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ التَّمْرِ وَالْكَشُوثتِ وَالْمَاءِ, أَنَّى يَكُون هَذَا حَلاَلاً وَهَذَا حَرَامًا؟ قَالَ: فَقَالَ إِيَاسٌ لِلدِّهْقَانِ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ, فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تِبْنٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: فَإِذَا أَنَا أَخَذْتُ هَذَا الطِّينَ فَعَجَنْتُهُ بِالتِّبْنِ وَالْمَاءِ, ثُمَّ جَعَلْتُهُ كُتَلاً, ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى يَجِفَّ, ثُمَّ ضَرَبْتُكَ بِهِ, أَيُوجِعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ, وَتَقْتُلُنِي, قَالَ: فَكَذَاكَ هَذَا التَّمْرُ وَالْمَاءُ وَالْكَشُوتُ إِذَا جُمِعَ, ثُمَّ عُتِّقَ, حُرِّمَ كَمَا جُفِّفَ هَذَا فَأَوْجَعَ أَوْ قَتَلَ وَكَانَ لاَ يُوجِعُ وَلاَ يَقْتُلُ.
340 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفِنَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ, فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَثَلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي هَاشِمٍ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ وَسْطَ التِّبْنِ, قَالَ: فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ, فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ, فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا, فَاخْتَارَ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ, ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ, فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ, وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ, وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ, وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا, وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ, وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ, فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ, فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي, وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضُهُمْ.

الصفحة 203