كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

392 - حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ (1) بْنُ جُنَادَةَ, قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحُطَيْئَةُ وَكَعْبٌ عِنْدَ عُمَرَ, فَأَنْشَدَ الْحُطَيْئَةُ:
مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لاَ يَعْدَمْ جَوازِيَهُ ... لاَ يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
فَقَالَ كَعْبٌ: هِيَ وَاللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ: لاَ يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "سالم" مصحفا, انظر ترجمته في الكنى والأسماء لمسلم (1/ 406) والثقات لابن حبان (8/ 298) وتهذيب الكمال (11/ 218).
393 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: سُبْحَانَ مَنْ إِذَا سَبَّحَتْ حَمَلَةُ عَرْشِهِ كَانَ لَجْبُ تَسْبِيحِهِمْ أَنْهَارًا مِنَ النُّورِ تُطْرَدُ بَيْنَ يَدَيِ الْكُرْسِيِّ.
394 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الطَّائِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي سَفَرٍ, قَالَ: فَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ, فَكَانَ يَمُرُّ الطَّائِرُ, فَيَقُولُ: تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لاَ, فَيَقُولُ: فَإِنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا, قَالَ: فَيَحِيلُنَا عَلَى شَيْءٍ لاَ نَدْرِي أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ؟ قَالَ: إِلَى أَنْ مَرُّوا إِلَى غَنَمٍ وَمِنْهَا شَاةٌ قَدْ تَخَلَّفَتْ عَلَى سَخْلَةٍ لَهَا, فَجَعَلَتْ تَحْنُو عُنُقَهَا إِلَيْهَا وَتَثْغُو, قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّاةُ؟ قُلْنَا: لاَ, قَالَ: فَإِنَّهَا تَقُولُ لِلسَّخْلَةِ: الْحَقِي لاَ يَأْكُلُكِ الذِّئْبُ كَمَا أَكَلَ أَخَاكَ عَامَ أَوَّلَ فِي هَذَا الْمَكَانِ, قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الرَّاعِي, فَقُلْنَا لَهُ: هَلْ وَلَدَتْ هَذِهِ الشَّاةُ قَبْلَ عَامِكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ, وَلَدَتْ سَخْلَةً عَامَ أَوَّلَ, فَأَكَلَهَا الذِّئْبُ بِهَذَا الْمَكَانِ, قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ ظَعِينَةٌ عَلَى جَمَلٍ لَهَا وَهِيَ تَرْغُو وَتَحْنُو عُنُقَهُ إِلَيْهَا, فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا الْبَعِيرُ؟ قُلْنَا: لاَ, قَالَ: فَإِنَّهُ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ, فَيَزْعَمَ أَنَّهَا رَحَّلَتْهُ عَلَى مِخْيَطٍ, فَهُوَ مُرْتَزٌّ فِي سَنَامِهِ, قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ, فَقُلْنَا: يَا هَؤُلاَءِ, إِنَّ صَاحِبَنَا هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا الْبَعِيرَ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رَحَّلَتْهُ عَلَى مِخْيَطٍ, وَأَنَّهُ فِي سَنَامِهِ, قَالَ: فَأَنَاخُوا الْبَعِيرَ فَحَطُّوا عَنْهُ, فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ.

الصفحة 218