كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

420 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: لَمَّا قَامَ يَزِيدُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَجَّاجِ, قَالَ: يَا يَزِيدُ, أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: لاَ تُوَاكِلَنَّ وَاحِدًا مِنْ أَبَوَيْكَ تَمْرًا, وَلاَ تَظْهَرَ فَوْقَ بَيْتٍ وَأَحَدٌ مِنْ أَبَوَيْكَ أَسْفَلُ مِنْكَ, وَمَنْ يَحْفِرْ لِغَيْرِهِ يَقَعْ فِيهِ, وَالْيَتِيمُ لاَ يُسَكَّنُ؟ خَلُّوا عَنْ يَزِيدَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَسَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: قَدْ كَانَ عِنْدِي مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ وَنَسِيتُهُ.
421 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِرَجُلٍ قَدْ كَانَ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ هُوَ ظَفِرَ بِهِ أَنْ يَقْتُلَهُ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ, فَخَلَّى سَبِيلَهُ, فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا عَزِيزُ يَا حَمِيدُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ, اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ كُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ.
422 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ يَقُولُ: أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْكَرِيمِ, وَاسْمِهِ الْعَظِيمِ, وَكَلِمَاتِهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْهَامَّةِ, وَمِنْ شُرِّ مَا خَلَقْتَ يَا رَبِّ, وَمِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ, وَمِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
423 - حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ السُّوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَاتَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فِي دَارِ ابْنِ أَبِي عُصَيْفِيرٍ بِالْكُوفَةِ, فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ عَلَى بَغْلٍ فِي رَحَّالَةٍ, وَحَوْلَهَا جَمَاعَةُ نِسَاءٍ, فَقَالَتْ: أَيُّهَا الأَمِيرُ, إِنَّ ابْنَ عَمِّي مَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ, فَائْذَنْ لِي أَنْدُبُهُ, فَقِيلَ: شَأْنَكَ, فَقَالَتْ: لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ مُجَنٍّ فِي جَنَنٍ, وَمُدَرَّجٍ فِي كَفَنٍ, أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي ابْتَلاَنَا بِفَقْدِكَ, وَفَجَعَنَا بِيَوْمِكِ أَنْ يُوَسِّعَ لَكَ فِي لَحْدِكَ, وَأَنْ يَكُونَ لَكَ فِي يَوْمِ حَشْرِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النَّاسِ, فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فِي بِلاَدِهِ شُهُودٌ عَلَى عِبَادِهِ, وَإِنَّا لَقَائِلُونَ حَقًّا, وَمُثْنُونَ صِدْقًا، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَمْرِهِ إِلَى مُدَّةٍ, وَمِنِ الْمِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ, وَمِنَ الْمَوْتِ إِلَى نِهَايَةٍ، الَّذِي رَفَعَ عَمَلَكَ عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ, لَقَدْ عِشْتَ حَمِيدًا مَوْدُودًا, وَمُتَّ شَهِيدًا فَقِيدًا, وَلَقَدْ كُنْتَ فِي الْمَحَافِلِ شَرِيفًا, وَعَلَى الأَرَامِلِ عَطُوفًا, وَمِنَ النَّاسِ قَرِيبًا, وَفِيهِمْ غَرِيبًا, وَإِنْ كُنْتَ لَمُسَوَّدًا, وَإِلَى الْخُلَفَاءِ مُوفَدًا, وَإِنْ كَانُوا لِفَقْدِكَ لَمُسْتَمِعِينَ, وَلِرَأْيِكَ لَمُتَّبِعِينَ, قَالَ: وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ.

الصفحة 225