كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

432 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِهَابٍ خَشِيشَ بْنَ زَيْدٍ الْعِجْلِيَّ, وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ، فَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ:
إِذَا هَبَطْتُ بِلاَدًا لاَ أَرَاكَ بِهَا ... تَجَهَّمَتْ لِي وَحالَتْ دُونَهَا الظُّلَمُ
أَغَرُّ أَرْوَعُ يُهَادِلُ أَخُو ثِقَةٍ ... حُلاَحِلَ مَنْ ثَرَاهُ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
يَزِيدُ ذَا الشَّيْبِ شَيبُهُ كَرَمًا ... وَيَسْتَنِيرُ فَتَاهُمْ حِينَ يَحْتَلِمُ
أَغْنَى بِهَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُمُ ... لَنْ يَفْقِدُوا الْمَجْدَ فِي الأَقْوَامِ مَا سَلِمُوا
وَمَا صَاحَبْتُ مِنْ قَوْمٍ فَأُخْبِرُهُمْ ... إِلاَّ يَزِيدُهُمْ حُبًّا إِلَيَّ هُمُ.
433 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: كَانَ زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ يُنْشِدُ كَثِيرًا:
دَلَّ عَلَى مَعْرُوفِهِ وَجْهُهُ ... بُورِكَ هَذَا هَادِيًا مِنْ دَلِيلِ.
434 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ذِئَابٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: كَانَ عُمَيْرُ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَيَّانَ لَهُ قَدْرٌ, وَكَانَ يَقُولُ:
أَلَيْسَ مِنَ الْبَلْوَى الَّتِي لاَ نُطِيقُهَا ... بَقَاءُ الْمُرَجَّى وَاخْتِرَامُ الأَمَاثِلِ.
435 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ: أَنَّ شَاعِرًا امْتَدَحَ بِلاَلَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ, فَقَالَ فِي شِعْرِهِ: وَبِلاَلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ خَيْرُ بِلاَلٍ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ, بَلْ بِلاَلُ رَسُولِ اللهِ خَيْرُ بِلاَلٍ.
436 - وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, قَالَ: الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخْبَرَنَا, قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرٌ, عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي نَفَرٍ مِنْ غَطَفَانَ, فَذَكَرُوا الشِّعْرَ, فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّ شُعَرَائِكُمْ أَشْعُرُ؟ قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, قَالَ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ:
حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ؟
قُلْنَا: النَّابِغَةُ, قَالَ: ثُمَّ عَادَ, فَقَالَ قَوْلَهُ الأَوَّلَ, ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُولُ:
أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلِقًا ثِيَابِي ... عَلَى وَجَلٍ تُظَنُّ بِي الظُّنُونُ
وَأَلْفَيْتُ الأَمانَةَ لَمْ تَخُنْهَا ... كَذَلِكَ كَانَ نُوحٌ لاَ يَخُونُ
قُلْنَا: النَّابِغَةُ, فَعَادَ, فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ, فَقَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ:
كُنْ كَسُلَيْمَانَ الَّذِي قَالَ الإِلَهُ لَهُ ... كُنْ فِي الْبَرِيَّةِ فَازْجُرْهَا عْنِ الْقَيْدِ؟
قُلْنَا: النَّابِغَةُ, قَالَ: هَذَا أَشْهَرُ شُعَرَائِكُمْ.

الصفحة 228