كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

483 - حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْخَنَاصِرَةِ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنٌ مِنْ فَاطِمَةَ, فَخَرَجَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ, فَشَجَّهُ غُلاَمٌ, فَاحْتَمَلُوا ابْنَ عُمَرَ وَالَّذِي شَجَّهُ, فَأَدْخَلُوهُمْ عَلَى فَاطِمَةَ, فَسَمِعَ عُمَرُ الْجَلَبَةَ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ آخَرَ, فَخَرَجَ وَجَاءَتْ مُرَيَّةٌ, فَقَالَتْ: هُوَ ابْنِي وَهُوَ يَتِيمٌ. فَقَالَ: لَهُ عَطَاءٌ؟ قَالَتْ: لاَ, قَالَ: اكْتُبُوهُ فِي الذُّرِّيَّةِ, قَالَتْ فَاطِمَةُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ إِنْ لَمْ يَشُجَّهُ مَرَّةٌ أُخْرَى, قَالَ: إِنَّكُمْ أَفْزَعْتُمُوهُ.
484 - حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: بَلَغَ مُسَيْلِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَفِلَ فِي بِئْرٍ عَذُبَ، فَتَفَلَ فِي بِئْرٍ فَصَارَتْ أُجَاجًا, قَالَ: وَبَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحَنِّكُ الصِّبْيَانَ, فَحَنَّكَ صَبِيًّا فَخَرِسَ، وَبَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِصَبِيٍّ مَسَحَ رَأْسَهُ قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسَ صَبِيٍّ فقَرَعَ.
485 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ, قَالَ: يَا شَاهِدُ غَيْرَ غَائِبٍ, وَيَا قَرِيبُ غَيْرَ بَعِيدٍ, وَيَا غَالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ, اجْعَلْ لِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَحْتَسِبُ, قَالَ: فَمَا بَاتَ فِيهِ.
486 - حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: فَقَدَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ, ثُمَّ لَقِيَهُ قَالَ: فَكَأَنَّهُ ذَهَبَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ, فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لاَ عَلَيْكَ مَتَى كَانَ الاِلْتِقَاءُ إِذَا كَانَتِ الْقُلُوبُ سَلِيمَةً.
487 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ فَنَنٍ قَوْلَهُ:
أَصْبَحْتُ أَنْهَضُ مِثْلَ الطِّفْلِ مُعْتَمِدًا ... عَلَى الْيَدَيْنِ كَذَاكَ الشَّيْخُ يَعْتَمِدُ
مَنْ عَاشَ أَخْلَقَتِ الأَيَّامُ جُدَّتَهُ ... تَكَرُّهًا وَجَفَاهُ الأَهْلُ وَالْوَلَدُ
تَطْوِي اللَّيَالِي وَتَطْوِينَا فَتُخْلِقُنَا ... وَهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَا أَخْلَقَتْنَا جُدَدُ
طَالَ التَّأَوُّهُ لِلضَّعْفِ الَّذِي أَجِدُ ... وَبَادَ نَوْمِي وَطَالَ الْهَمُّ وَالسُّهْدُ
وَصِرْتُ أَرْسُفُ بُعْدَ الشَّرِّ مِنْ كِبَرٍ ... رَسْفَ الْمُقَيَّدِ بَلْ بِي فَوْقَ مَا أَجِدُ
فَهَلْ لِشَيْخٍ كَبِيرٍ لاَ حِرَاكَ بِهِ ... مِنَ الزَّمَانِ طَبِيبٌ عِنْدَهُ رَشَدُ
أَيْنَ الشَّبَابُ الَّذِي كُنَّا نَعِيشُ بِهِ ... عَيْشًا رَخِيًّا؟ وَأَيْنَ الْجِدُّ وَالْجَلَدُ؟
فُقِدَتْ لِلشَّيْبِ لَذَّاتُ الشَّبَابِ أَلاَ ... كُلُّ اللَّذَاذَةِ بَعْدَ الشَّيْبِ تُفْتَقَدُ
أَمْسَى كَثْيرِي قَلِيلاً يُسْتَدَلُّ بِهِ ... عَلَى الْفَنَاءِ وَلَكِنْ بَعْدُ لِي أَمَدُ.

الصفحة 241