كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

488 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُلُوكِ لِعَابِدَيْنِ كَانَا فِي زَمَانِهِ: مَا يَمْنَعُكُمَا مِنْ إِتْيَانِي وَأَنْتُمَا عَبْدَانِ لِي؟ قَالاَ: إِنْ صَدَقْتَ نَفْسَكَ عَلِمْتَ أَنَّا لَسْنَا بِعَبْدَيْنِ لَكَ, قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالاَ: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّا نَعْمَلُ شَيْئًا لِغَضَبٍ أَوْ هَوًى؟ قَالَ: لاَ, قَالاَ: فَتَعْمَلَ أَنْتَ شَيْئًا لِغَضَبٍ أَوْ هَوًى؟ قَالَ: نَعَمْ, قَالاَ: فَقَدْ مَلَكْنَاهُمَا وَمَلَكَاكَ, فَأَنْتَ عَبْدٌ لِعَبْدَيْنَا.
489 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ الْغُوْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُدْرِكٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: الصِّحَّةُ غِنَى الْجَسَدِ.
490 - وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: الْعَافِيَةُ الْمُلْكُ الْخَفِيُّ.
491 - حُدِّثْتُ عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ, وَرَجُلٌ يَقْرَأُ عَلَيْهِ, فَانْتَهَى إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: {لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ} وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ حَاضِرٌ, فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُ لَوْ كَانَ فَزَعٌ لَكَفَى, وَلَكِنَّهَا أَفْزَاعٌ شَتَّى، فَانْتَفَضَ حَسَنٌ وَبَالَ مَكَانَهُ, فَقَامَ وَلَمْ يَعُدْ بَعْدُ إِلَى ذَلِكَ الْمَجْلِسِ.

الصفحة 242