كتاب اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
142 - حَدَّثَنِي حسين بن عبد الرحمن قَالَ: حَدَّثَنِي شيخ من باهلة قال كان مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج وخاف أن يضجر قال لآذنه ائذن لجلسائي فيأذن لهم فيفتن ويفتنون في محاسن الناس ومروءاتهم فيطرب لها ويهتاج عليها ويصيبه ما أصاب صاحب الشراب فيقول لحاجبه: ائذن لأصحاب الحوائج فلا يبقى أحد إلا قضيت حاجته.
143 - حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن صالح, حدَّثَنا أبو بكر بن عياش, عن عبيد الله بن الوليد, عن أبي جعفر (1) قَالَ: جاء رجل إلى الحسين بن علي فسأله أن يذهب معه في حاجة فقال إني معتكف فأتى الحسن فأخبره فقال الحسن: لو مشى معك لكان خيرا له من اعتكافه, والله لأن أمشي معك في حاجتك أحب إلي من اعتكافي شهر.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعة دار ابن حزم، وأما في طبعة دار أطلس: "أبي محصن"، وقال محققها: في الزهد لابن المبارك (746): عن أبي جعفر, وهو الصواب والله أعلم.
144 - أخبَرَنا عمر بن بكير, عن هشام بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من تميم قَالَ: أتى العريان بن الهيثم النخعي عتاب بن ورقاء وهو على أصبهان فقَالَ:
إنا أتيناك لا من حاجة عرضت ... ولا قروض تجازيها ولا نعم
ألا تخير عمال العراق وإن قيل ... فإن ابن ورقاء غيث صائب الديم
فإن تجد فهو شيء كنت تفعله ... وإن تكن علة نرجع ولم نلم
فأعطاه مئة ألف درهم.
145 - حَدَّثَنِي أبو القاسم السلمي, قَالَ: أخبرني محمد بن زيان, عن محمد بن عمران, عن إسماعيل بن عبد الله القسري قَالَ: قال خالد بن عبد الله القسري لبنيه: إنكم قد شرفتم ومن إن تطلب إليكم الحوائج فمن يضمن حاجة امرئ مسلم فليطلبها بأمانة الله عز وجل.