كتاب اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
152 - حدَّثَنا إبراهيم, قال: حدَّثَنا سليمان بن داود الطيالسي, قال: حدَّثَنا محمد بن طلحة بن مصرف, عن عبد الله بن شريك العامري, عن عبد الرحمن بن عدي الكندي, عن الأشعث بن قيس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسلَّم: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
153 - حدَّثَنا سفيان بن محمد المصيصي, قال: حدَّثَنا أبو نعيم إسحاق بن الفرات التجيبي, تجيب كندة, حدَّثَنا أبو الهيثم العبدي, عن مالك بن أنس, عن الزهري, عن أبي حدرد, أو ابن [أبي] حدرد الأسلمي قَالَ: قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فأردت الحج, فلما أتيت, قلت: اللهم قَيِّضْ لي رجلاً من أصحاب نبيك صلى الله عليه وسلم كان نبيك عليه السلام يحبه وكان يحب نبيك, فإذا أنا بغلام أسود على حمار يقود ناقة, خلفها شيخ على حماره, فقلت للأسود: يا غلام, من هذا الشيخ؟ فقَالَ: محمد بن مسلمة الأنصاري, صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فرافقت خير رفيق, ونازلت خير نزيل, فتذاكرنا يوما في مسيرنا الشكر والمعروف, فقال محمد: كنا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال لحسان بن ثابت: يا حسان, أنشدني قصيدة من شعر الجاهلية, فإن الله قد وضع عنا آثامهما في شعرها وروايتها, فأنشده قصيدة الأعشى, هجا بها علقمة بن علاثة:
علقم ما أنت إلى عامر ... الناقض الأوتار والواتر
فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسلَّم: يا حسان, لا تعد تنشدني هذه القصيدة بعد مجلسي, فقال: يا رسول الله, تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يا حسان, أشكر الناس للناس أشكرهم لله عز وجل وإن قيصر سأل أبا سفيان بن حرب عني فتناول مني مقالا وسأل هذا عني فأحسن القول, فشكره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذاك.