كتاب اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

174 - حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن صالح, قال: حدَّثَنا يونس بن بكير قال: قال أبو جعفر المنصور لعبد الله بن الربيع الحارثي: إني وإياك لكمجير أم عامر, قال يا أمير المؤمنين وما مجير أم عامر؟ قال: خرج قوم يطلبون الصيد فلم يجدوا إلا الضبع فألجأوها إلى خيمة أعرابي, فأرادوها, فنادى: يابني فلان, فذهبوا وتركوها, فأقبل يغذوها (1) باللحم واللبن حتى أسمنها فخرج لحاجته وترك أخاه إلى جانب الخيمة مريضا فرجع فوجد الضبع قد ذهب ووجد أخاه مقطعا فأنشا يقول:
ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت برحله ... لبأ من ألبان اللقاح الدرائر
وأسمنها حتى إذا ما تكاملت ... فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... أراد يد المعروف من غير شاكر
والبيت الأخير, عن محمد بن عباد قال فسمعت أبا يحيى الحارثي يقول لعبد الرحمن بن صالح إنما قال هذا أبو جعفر لزياد بن عبد الله الحارثي.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "يقذوها", والمثبت عن طبعة دار ابن حزم.
175 - حَدَّثَنِي محمد بن عباد بن موسى, قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد بن يونس بن بكير, قال: حدَّثَنا مصعب بن سلام, قال: حدَّثَنا أبو حارثة صاحب بيت المال قال: استعمل أبو جعفر المفضل بن بلال بن مالك الغنوي على باروسما فقدم حين فرغ من عمله فدخل عليه فقال أشركتك في أمانتي فخنتني ما مثلي ومثلك إلا مجير أم عامر قال: يا أمير المؤمنين, ما مجير أم عامر فأخبره القصة فقال المفضل لا والله يا أمير المؤمنين ما خنتك دينارا ولا درهما ولا أصبت إلا هذا المثقال, قلت: أتكارى به فأرجع إلى أهلي كما خرجت من عندك قال: هلم نحن أحق به منك.

الصفحة 299