كتاب اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
196 - حدَّثَنا أبو بكر الشيباني, حدَّثَنا شعيب بن حرب, عن محمد بن مجيب, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, رفعه قال: ما من مؤمن أدخل على مؤمن سرورا, إلا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز وجل ويحمده ويوحده, فإذا صار المؤمن في لحده, أتاه السرور الذي أدخله عليه, فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت فيقول أنا السرور الذي أدخلتني على فلان, أنا اليوم أؤنس وحشتك وألقنك حجتك, وأثبتك بالقول الثابت, وأشهد بك مشهد القيامة, وأشفع لك من ربك عز وجل, وأريك منزلك من الجنة.
197 - حَدَّثَنِي عبيد الله, أبو العباس الأزدي, قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب بن بشير, أبو بشر الحذاء العنزي, قال: حدَّثَنا خازم بن مروان العبدي, قَالَ: حَدَّثَنِي عطاء بن السائب, عن نافع, عن ابن عمر قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسلَّم: إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة, وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة, وإن الله ليبعث أهل المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر, فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح عن وجهه التراب, ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته, ولا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة, فلا يزال يقول له: احذر هذا, واتق هذا, فيسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط, فإذا جاوز الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة, ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به, فيقول: يا عبد الله, من أنت خذلني الخلائق في أهوال يوم القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول أما تعرفني فيقول: لا, فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا ليجازيك به في يوم القيامة.