كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

37 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ, أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ, عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ, يَفِرُّ النَّاسُ حِينَ يَرَوْنَهُ, فَقُلْتُ: من أنت؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا يَفِرُّ النَّاسَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ الَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ وَبَلَغَتْ, فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالَ: أَمَّا الْيَوْمُ فَلاَ, وَلَكِنْ يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانَ دِينِكُمْ, فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهُمْ وَإِيَّاهَا.
38 - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمَّارٍ الْكَاهِلِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ, عَنْ زُبَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ: إِنْ أَعْجَزَنِي ابْنُ آدَمَ فَلَنْ يُعْجِزَنِي فِي ثَلاَثِ خِصَالٍ: أَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقِّهِ, فَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ, أَوْ مَنْعِهِ عَنْ حَقِّهِ.
39 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ, حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ, عَنِ السُّدِّيِّ, قَالَ: قَالَ عُمَرُ: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} قَالَ: حَيْثُ كَانَ الْمَاءُ كَانَ الْمَالُ, وَحَيْثُ كَانَ الْمَالُ كَانَتِ الْفِتْنَةُ.
40 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ, حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ, عَنِ الْحَسَنِ, قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ أَخَذَهُ, فَيُقَالُ لَهُمْ: أَلاَ تَأْتُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ, فَتَأْخُذُونَهُ حَلاَلاً؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ فَسَادًا لِقُلُوبِنَا.
41 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ الْعُكْبِرِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ, عَنْ أَبَانَ بْنِ إِسْحَاقَ, عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيِّ, عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ, وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ, فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ, وَلاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ, قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: ظُلْمُهُ وَغَشْمُهُ, وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ, وَلاَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ فَيُقْبَلُ مِنْهُ, وَلاَ يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ, إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ, وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ, وَإِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ, وَلَكِنْ يُمْحَى بِالطَّيِّبِ.

الصفحة 321