كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

98 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ, حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ, عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ, قَالَ: قَالَ لِي الزُّبَيْرُ: اشْتَرِ لِي سَرْحَ بَنِي فُلاَنٍ بِالْحِيرَةِ وَإِنْ بَلَغَ عَشَرَةَ آلاَفٍ. فَقُلْتُ: عَشَرَةٌ؟ فَقَالَ: وَإِنْ بَلَغَ عِشْرِينَ أَلْفًا. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ قَالَ: وَإِنْ بَلَغَ ثَلاَثِينَ أَلْفًا فَاشْتَرِهِ, إِنِّي وَاللَّهِ لأَنْ أُعْطَى مَالِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ غَصْبَةٍ أَغْصِبُهَا. فَقُلْتُ: مَا هَذَا إِلاَّ تَكَاثُرُ النَّاسِ وَفَخْرُهُمْ فَقَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِالدُّنْيَا بَأْسٌ, مَا تُدْرَكُ الآخِرَةُ إِلاَّ بِالدُّنْيَا, فِيهَا يُوصَلُ الرَّحِمُ, وَيُفْعَلُ الْمَعْرُوفُ, وَفِيهَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ, فَإِيَّاكَ أَنْ تَذْهَبَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فَتَقَعُوا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ تَقُولُونَ: قَبَّحَ اللَّهُ الدُّنْيَا, وَلاَ ذَنْبَ لِلدُّنْيَا.
99 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ, عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ [أَبِي] هِلاَلٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نِعْمَ الْمَطِيَّةُ الدُّنْيَا فَارْتَحِلُوا تُبَلِّغُكُمُ الآخِرَةَ.
100 - حَدَّثَنِي أَبِي, حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: يَا بَنِيَّ عَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ, فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ.
101 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ, حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ, عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى, أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ, يَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُحِبُّ الْمَالَ, لِيُؤَدِّيَ عَنْ أَمَانَتَهُ, وَيَصِلَ رَحِمَهُ, وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الصفحة 334