كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
123 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ, حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمٍ, عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ عَامِلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, وَقَدِمَ عَلَيْنَا طَعَامٌ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ, فَأَدْخَلْنَاهُ الْبُيُوتَ مِنَ السَّفَرِ, فَأَتَى عُمَرُ, فَرَأَى طَعَامًا مَنْثُورًا فِي الطَّرِيقِ, فَجَعَلَ عُمَرُ يَجْمَعُهُ بِيَدِهِ وَيَزْحَفُ, فَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ, وَقَالَ: لاَ أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ مِثْلَ هَذَا.
124 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ, قَالَ: دَخَلَ أُحَيْحَةُ بْنُ الْجُلاَحِ حَدِيقَتَهُ الزَّوْرَاء, فَهَبَطَ بِهِ نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ, وَأَنْزَلْنَ بِهِ حَاجَاتِهِنَّ, فَقَالَ: ادْخُلُوا, فَدَخَلْنَ, فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي حَدِيقَتِهِ إِذْ نَظَرَ إِلَى تَمَرَة فأخذها، ثُمَّ إِلَى أُخْرَى فَأَخَذَهَا، فَجَعَلَ يَلْقُطُ التَّمْرَ كَذَلِكَ، حَتَّى جَمَعَ تَمَرَاتٍ, فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَلاَ تَرَيْنَ إِلَى مَا يَصْنَعُ؟ مَا لَكُنَّ عِنْدَهُ خَيْرٌ بَعْدَ هَذَا, فَارْجِعْنَ. فَسَمِعَ قَوْلَهَا, فَقَالَ: التَّمْرَةُ إِلَى التَّمْرَةِ تَمْرٌ, وَالذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ, فَذَهَبَ مَثَلاً, وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَلَنْ أَزَالَ عَلَى الزَّوْرَاءِ أَعْمُرُهَا ... إِنَّ الْحَبِيبَ إِلَى الإِخْوَانِ ذُو مَالٍ
اسْتَغْنِ أَوْ مُتْ وَلاَ يَغْرُرْكَ ذُو نَشَبٍ ... مِنِ ابْنِ عَمٍّ وَلاَ عَمٍّ وَلاَ خَالٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَزَادَ غَيْرُ عَبَّاسٍ:
وَوَلَّيْتَ نَفْسَكَ كَإِصْلاَحِ الَّذِي مَلَكَتْ ... بِذَاكَ مَا عِشْتَ إِنَّ الْمَالَ بِالْمَوَالِي.
125 - وَبَلَغَنِي مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الْعَبَّاسِ أَنَّ أُحَيْحَةَ كَانَ يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ فِي أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا كُرَمَاءَ (1) عَلَى عَشِيرَتِكُمْ, مَا دَامُوا يَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ مُسْتَغْنُونَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "لن تزالوا عسركم" كذا, والمثبت عن طبعة مؤسسة الكتب الثقافية.
126 - حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ الْعَامِرِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ (1), عَنِ السَّرِيِّ بْنِ تَمِيمٍ, حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ, يُكْنَى أَبَا تَمِيمَةَ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ بِسُوقِ عُكَاظٍ بَاعَ حِمْلاً فَاتَّزَنَ (2) ثَمَنَهُ, فَنَقَصَ حَبَّتَيْنِ, فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ, وَقَالَ: الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "أحمد بن نصر", والمثبت عن طبعة مؤسسة الكتب الثقافية, والأسامي والكنى للحاكم (2/ 95) حيث روى هذا الحديث من طريق سلم بن جنادة, وانظر ترجمة أحمد بن بشير في تهذيب الكمال (1/ 273).
(2) في طبعة مؤسسة الكتب الثقافية: "فوزن".
الصفحة 339