كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

307 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ سُمَيْرٍ أَبِي عَاصِمٍ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ قَالَ: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ: صَلاَةٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَعِزُّهُ: اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.
308 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَنَا أَكْتُبُ فِي الْمُصْحَفِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْعَمَلُ تَعْمَلُ بِنَقْلِ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَى وَرَقَةٍ، هَذَا وَاللهِ الْكَسْبُ الْحَلاَلُ.
309 - وَبِهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُرَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَشْتَرِي بِهِ طَعَامًا، ثُمَّ يَدْعُو الْمُجَذَّمِينَ فَيَأْكُلُونَ مَعَهُ.
310 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبَّهٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ قَائِمٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ سَحَابَةٌ، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنْهَا، أَنْ سِيرِي إِلَى جَبَلِ الْمَوْصِلِ، فَاسْقِي مَزْرَعَةَ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، تَسْلُكُ السَّحَابَةُ إِلَى مَزْرَعَتِهِ, فَأَتَى جِبَالَ الْمَوْصِلِ, فَسَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ، فَأُخْبِرَ، فَأَتَاهُ, فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ؟ فَقَالَ: أَنَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي هَذِهِ الْمَزْرَعَةِ، فَمَا أَخْرَجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ، كَانَ لِي الثُّلُثُ، وَلِلسُّلْطَانِ الثُّلُثُ، وَلِلْمَسَاكِينِ الثُّلُثُ, قَالَ: فَهَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا هُوَ أَفْضَلَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَامَنَا رَجُلاَنِ، هُمَا أَفْضَلُ مِنِّي, قَالَ: فَأَتَاهُمَا, فَإِذَا بِرَجُلَيْنِ يَعْبُدَانِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَ كُلَّهُ، فِي رَأْسِ الْجَبَلِ، فَإِذَا أَصْبَحَا نَزَلاَ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ، فَتَفَلَّقَتْ لَهُمَا الأَرْضُ عَنْ رِزْقِهِمَا، فَأَخَذَاهُ وَرَجَعَا، فَقَصَّ عَلَيْهِمَا الْقِصَّةَ, قَالَ: هَلْ تَعْلَمَانِ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْكُمَا؟ قَالاَ: نَعَمْ، أَمَامَنَا رَجُلاَنِ، هُمَا أَفْضَلُ مِنَّا, فَأَتَاهُمَا, فَإِذَا بِرَجُلَيْنِ يَعْبُدَانِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي رَأْسِ الْجَبَلِ، فَإِذَا أَصْبَحَا [نَزَلاَ] إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ, فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِمَا الْوحُوشُ، فَشَرِبَا مِنْ أَلْبَانِهِمْ، ثُمَّ رَجَعَا، فَقَصَّ عَلَيْهِمَا الْقِصَّةَ، وَقَالَ: هَلْ تَعْلَمَانِ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْكُمَا؟ قَالاَ: نَعَمْ، هَاهُنَا رَجُلاَنِ، أَفْضَلُ مِنَّا, فَأَتَاهُمَا، فَإِذَا رَجُلاَنِ أَخَوَانِ فِي قَرْيَةٍ، يَمْسِطَانِ الْكَتَّانَ بِالآخَرِ، يَجْعَلاَنِ الْجَيِّدَ فِي نَاحِيَةٍ، وَالرَّدِيءَ فِي نَاحِيَةٍ, فَقَصَّ عَلَيْهِمَا الْقِصَّةَ، فَقَالَ: أَخْبَرَانِي هَذَانِ أَنَّكُمَا أَفْضَلُ مِنْهُمَا, فَقَالاَ: طَلَبْنَا مَا طَلَبَ الْقَوْمُ، فَوَجَدْنَا كَسْبَ الأَيْدِي أَفْضَلَ مِمَّا هُمْ فِيهِ.

الصفحة 381