كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

بَابُ الْقَصْدِ فِي الْمَطْعَمِ
337 - حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَحَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ: مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ [طَعَامٌ]، وَثُلُثٌ شَرَابٌ، وَثُلُثٌ نَفَسٌ.
338 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُحَدِّثًا فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: يَحْيَى الْبَكَّاءُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا هَذَا كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم يَقُولُ: أَطْوَلُكُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُكُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا.
339 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ (1) الْمُعَلَّى الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْبِطْنَةَ؛ فَإِنَّهَا مَكْسَلَةٌ عَنِ الصَّلاَةِ، مَفْسَدَةٌ لِلْجَسَدِ، مُؤْثِرَةٌ لِلسَّقْمِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْغَضُ الْحَبْرَ السَّمِينَ (2)، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي قُوتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ أَدْنَى مِنَ الإِصْلاَحِ، وَأَبْعَدُ مِنَ السَّرَفِ، وَأَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ لَنْ يُهْلَكَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْثِرَ شَهْوَتَهُ عَلَى دِينِهِ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "مرادس" مصحفا, انظر الثقات لابن قطلوبغا (4/ 121).
(2) في المطبوعتين: "الجبن السمين" والمثبت عن الجوع للمصنِّف (81) حيث رواه بنفس هذا الإسناد.

الصفحة 388