كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
351 - حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: أَلاَ نَضَعُ لَكَ جَوَارِشَ؟ قَالَ: لأَيِّ شَيْءٍ الْجَوَارِشُ؟ قَالَ: شَيْءٌ إِذَا كَظَّكَ الطَّعَامُ فَأَكَلْتَ مِنْهُ سَهُلَ عَلَيْكَ مَا تَجِدُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا شَبِعْتُ مِنْهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَا ذَاكَ بِأَنِّي لاَ أَكُونُ أَجِدُهُ، وَلَكِنْ عَهِدْتُ أَقْوَامًا يَجُوعُونَ مَرَّةً، وَيَشْبَعُونَ مَرَّةً.352 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: لَقِيَ عَالِمٌ عَالِمًا هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الطَّعَامِ الَّذِي نُصِيبُهُ لاَ إِسْرَافَ فِيهِ، مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا سَدَّ الْجُوعَ دُونَ الشِّبَعِ.
353 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: حُبِسَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَهَيَّأَ لَهُ أَهْلُهُ طَعَامًا، فَلَمَّا أُتِيَ، قَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا فِي مَنْزِلِ سَوَاءٍ وَإِنِّي لَفِي مَنْزِلِ ضُرٍّ، وَلاَ يَجْمَعُ بَنُو مَرْوَانَ حَبْسِي وَذَهَابَ مَالِي أَعِيدُوا لِي مَا كُنْتُ أَفْطُرُ عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِي.
354 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَنْسِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ الرَّجُلِ، يَبْتَاعُ الطَّعَامَ، وَيَبْتَاعُ اللَّحْمَ، هَلْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَفَى سَرَفًا أَلاَ تَشْتَهِيَ شَيْئًا إِلاَّ أَكَلْتَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عُمَرُ يَدْفَعُ الشَّيْءَ يَشْتَهِيهِ سَنَةً.
355 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، [يَأْكُلُ أَلْوَانًا مِنَ الطَّعَامِ] فَقَالَ لِمَوْلَى لَهُ, يُقَالُ لَهُ: يَرْفَأُ, إِذَا حَضَرَ طَعَامُهُ فَأَعْلِمْنِي. فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاءَهُ جَاءَهُ فَأَعْلَمَهُ، فَأَتَى عُمَرُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَعَرَّى يَدَاهُ، فَجَاءَهُ بِلَحْمٍ، فَأَكَلَ مَعَهُ مِنْهُ، ثُمَّ قُرِّبَ شِوَاءٌ فَبَسَطَ يَزِيدُ يَدَهُ، وَكَفَّ عُمَرُ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ يَا يَزِيدُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ أَطْعَامٌ بَعْدَ طَعَامٍ؟، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَئِنْ خَالَفْتَهُمْ عَنْ سُنَّتِهِمْ لَيُخَالَفَنَّ بِكَ فِي طَرِيقَتِهِمْ.
