كتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

480 - أَنْشِدْنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَيَا مُصْلِحًا لِلْمُلْكِ لاَ تَكُ مُفْسِدًا ... فَإِنَّ صَلاَحَ الْمُلْكِ خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْءَ يَزْدَادُ عِزُّهُ ... عَلَى قَوْمِهِ إِنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مُثْرِي.
481 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرَامَةَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لَوْلاَ ضَيْعَتُنَا هَذِهِ تَلاَعَبَ بِنَا هَؤُلاَءِ.
482 - حَدَّثَنِي ابْنُ نَاصِحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ بَيْتَهُ، فَقَدَّمَ لَنَا خُبْزًا وَشَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْخَلاَطَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنَّا قَوْمٌ إِذَا وَسَّعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا وَسَّعْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، وَإِذَا قَتَّرَ عَلَيْنَا صَبَرْنَا، حَتَّى يَأْتِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ.
483 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ رَجُلاً يُكْنَى أَبَا كَثِيرٍ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي عَمٍّ لَهُ بِالْبَادِيَةِ فَيَسْأَلُهُمْ فَيُعْطُونَهُ فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَنَعُوهُ، وَأَمْسَكُوا عَنْهُ، وَكَانَ طَرِيقُهُ عَلَى امْرَأَةٍ يُقَالُ [لَهَا] عَرْفَجَةُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا كَثِيرٍ، رَأَيْتُ بَنِي عَمِّكَ قَدْ أَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ، وَتَنَكَّرُوا لَكَ بَعْدَ الْعَطِيَّةِ فَقَالَ:
دَعِي عَنْكِ عَذْلِي مَا مِنَ الْهَزْلِ أَعْجَبُ ... وَلاَ بُعْدَ إِلاَّ بَعْدَ حَالٍ يُقَلَّبُ
وَكَانَ بَنُو عَمِّي يَقُولُونَ مَرْحَبًا ... فَلَمَّا رَأَوْنِي مُعْدَمًا مَاتَ مَرْحَبُ
فَكُلُّ مُقِلٍّ حِينَ يَغْدُو لِحَاجَةٍ ... إِلَى كُلِّ مَنْ يَلْقَى مِنَ النَّاسِ مُذْنِبُ
فَقَدْ طَابَ وِرْدُ الْمَوْتِ إِذْ لَيْسَ وَاحِدٌ ... يُشِيرُ إِلَيْهِ النَّاسُ أَوْ فِيهِ مَرْغَبُ.

الصفحة 417