كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

42 - حَدَّثَنِي حَاتِمٌ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ الْكِلاَبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِشَابٍّ يُحَدِّثُ امْرَأَةً فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: يَا فَتَى، مَا هَذَا أَجْرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عِنْدَكَ.
43 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ رَجُلًا مَعَ امْرَأَةٍ فِي خَرَابٍ وَهُوَ يُكَلِّمُهَا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرَاكُمَا، سَتَرَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمَا.
44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخَذَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ لِصًّا فِي دَارِهِ, يُقَالُ لَهُ: قِنْدِيلُ، كَانَ غُلاَمًا لِآلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، فَقَالَ: عَشُّوا قِنْدَيل، وَابْعَثُوا بِهِ إِلَى مَوَالِيهِ.
45 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ، وَأَصْحَابَهُ أَبْصَرُوا رَجُلًا قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ, فَأَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَقَالَ صِلَةُ: دَعُونِي أكَفْيِكُمُوهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: فَمَا ذَاكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: تَرْفَعُ إِزَارَكَ، قَالَ: نَعَمْ، وَنِعْمَةُ عَيْنٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَذَا كَانَ مِثْلَ لَوْ أَخَذْتُمُوهُ بِشِدَّةٍ؟ قَالَ: لاَ أَفْعَلُ، وَفَعَلَ.
46 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ: عُقَيْبٌ, كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ, وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مَلِكٌ يُعَذَّبُ النَّاسَ بِالْمَثُلاَتِ، فَقَالَ عُقَيْبٌ: لَوْ نَزَلْتُ إِلَى هَذَا, فَأَمَرَتْهُ بِتَقْوَى اللَّهِ كَانَ أَوْجَبَ عَلَيَّ، فَنَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا, اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ لَهُ الْجَبَّارُ: يَا كَلْبُ، مِثْلُكَ يَأْمُرُنِي بِتَقْوَى اللَّهِ، لَأُعَذِّبَنَّكَ غَدًا عَذَابًا لَمْ يُعَذَّبْهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُسْلَخَ مِنْ قَدَمَيْهِ إِلَى رَأْسِهِ وَهُوَ حَيٌّ, فَسُلِخَ، فَلَمَّا بَلَغَ بَطْنَهُ أَنَّ أَنَّةً، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: عُقَيْبُ, اصْبِرْ أُخْرِجْكَ مِنْ دَارِ الْحُزْنِ إِلَى دَارِ الْفَرَحِ، وَمِنْ دَارِ الضِّيقِ إِلَى دَارِ السَّعَةِ، فَلَمَّا بَلَغَ السَّلْخُ إِلَى وَجْهِهِ صَاحَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: عُقَيْبُ أَبْكَيْتَ أَهْلَ سَمَائِي وَأَهْلَ أَرْضِي, وَأَذْهَلْتَ مَنْ لاَ يَكُفُّ عَنْ تَسْبِيحِي، لَئِنْ صِحْتَ الثَّالِثَةَ لَأَصُبَّنَّ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ صَبًّا، فَصَبَرَ, حَتَّى سُلِخَ وَجْهُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْخُذَ قَوْمَهُ الْعَذَابُ.

الصفحة 477