كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

79 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الدَّارِمِيُّ الرَّازِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا كَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ, وَطَغَتْ نِسَاؤُكُمْ؟ قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لِكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: فَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلاَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ تَعْرِفُونَ الْمَعْرُوفَ، وَلاَ تُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ، قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: يَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيكُمْ مُنْكَرًا، وَيَكُونُ الْمُنْكَرُ فِيكُمْ مَعْرُوفًا.
80 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ، قَالَ: رَأَى جَدِّي زُبَيْدٌ بِيَدِ جَارِيَةٍ مِنَ الْحَيِّ دُفًّا, فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ حَتَّى كَسَرَهُ.
وَقَالَ: رَأَيْتُ جَدِّيَ زُبَيْدًا، رَأَى غُلاَمًا مَعَهُ زَمَّارَةً مِنْ قَصَبٍ، فَأَخَذَهَا فَشَقَّهَا.
81 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, أَبُو إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: بَيْنَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرِهِ، إِذْ رَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يُغَامِزُ النِّسَاءَ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا بُنَيَّ, كَهَيْئَةِ التَّعْذِيرِ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَتَتْهُ الْعُقُوبَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, فَصُرِعَ عَنْ سَرِيرِهِ، وَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ، وَقِيلَ لَهُ: هَكَذَا غَضِبْتَ لِي، اذْهَبْ فَلاَ يَكُونُ مِنْ جِنْسِكَ خَيْرٌ أَبَدًا.

الصفحة 488