كتاب الأهوال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

فَتَأْتُونَ آدَمَ, فَتَطْلُبُونَ مِنْهُ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا, وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، وَعَلَيْكُمْ بِنُوحٍ, فَإِنَّهُ أَوَّلُ رُسُلِ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ نُوحًا، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا، فَتَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ, فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا, وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ بِمُوسَى، فَإِنَّهُ نَجِيُّ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ مُوسَى, فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا, وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى، فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ، وَلَا يَذْكُرُ ذَنْبًا، وَسَأَدُلُّكُمْ عَلَيْهِ، عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَتَأْتُونِي، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ، وَلِي عِنْدَ رَبِّي ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ يَشْفَعُ وَلَا فَخْرَ، فَإِذَا جِئْتُمُونِي خَرَجْتُ, حَتَّى أَنْتَهِيَ إِلَى الْفَحْصِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْفَحْصُ؟ قَالَ: أَمَامَ الْعَرْشِ، فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي عَلَى عَرْشِهِ, خَرَرْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَأْذَنُ لِي مِنْ تَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيَّ مَلَكًا، فَيَأْخُذُ بِضَبْعِي، وَيَرْفَعُنِي, فَيَقُولُ: مُحَمَّدُ، مَا شَأْنُكَ؟ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَى، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ.

الصفحة 544