كتاب الأهوال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

171 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَوْلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ يَقُولُ لِقَوْمِهِ: {أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} قَالَ: يُرْسَلُ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ أَمْرٌ, فَيُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالدَّمْعِ، فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْفَذَ الدَّمْعُ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالدَّمِ, فَيَبْكُونَ دَمًا، حَتَّى يَنْفَذَ الدَّمُ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالْقَيْحِ، فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْفَدَ الْقَيْحُ، وَتَغُوردُ أَبْصَارُهُمْ كَالْحِدَقِ فِي الطِّينِ.
172 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ, أَنَّهُ يُمَثَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِ عَمَلُهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَجْهًا، وَثِيَابًا، وَأَطْيَبَهُ رِيحًا، فَيَجْلِسُ إِلَى جَنْبِهِ، كُلَّمَا أَفْزَعَهُ شَيْءٌ أَمَّنَهُ، وَكُلَّمَا تَخَوَّفَ شَيْئًا هَوَّنَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبٍ خَيْرًا، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَوَمَا تَعْرِفُنِي وَقَدْ صَحِبْتُكَ فِي دُنْيَاكَ، وَفِي قَبْرِكَ؟ أَنَا عَمَلُكَ، كَانَ وَاللَّهِ حَسَنًا، فَلِذَلِكَ تَرَانِي حَسَنًا، وَكَانَ طَيِّبًا, فَلِذَلِكَ تَرَانِي طَيِّبًا، فَارْكَبْنِي، فَطَالَمَا رَكِبْتُكَ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا بِمَفَازَتِهِمْ} حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ كُلَّ صَاحِبِ عَمَلٍ فِي الدُّنْيَا قَدْ أَصَابَ فِي عَمَلِهِ، وَكُلُّ صَاحِبِ تِجَارَةٍ قَدْ أَصَابَ فِي تِجَارَتِهِ غَيْرَ صَاحِبِي، قَدْ شُغِلَ فِي نَفْسِهِ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: فَمَا تَسْأَلُ لَهُ؟ فَيَقُولُ: الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ، ثُمَّ يُكْسَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُجْعَلُ عَلَيْهِ تَاجُ الْوَقَارِ، فِيهِ لُؤْلُؤَةٌ تُضِيءُ مِنْ مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ أَبَوَيْهِ قَدْ كَانَ شُغِلَ عَنْهُمَا.

الصفحة 549