كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

58 - حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ [لَنَا] أَبُو الزِّنَادِ: لَمَّا ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ, وَكَانُوا أَوْتَادَ الأَرْضِ, أَخْلَفَ اللهُ مَكَانَهُمْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وَسَلم, يُقَالُ لَهُمُ: الأَبْدَالُ، لاَ يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ, حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ آخَرَ يَخْلُفُهُ، وَهُمْ أَوْتَادُ الأَرْضِ، قُلُوبُ ثَلاَثِينَ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ يَقِينِ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَفْضُلُوا النَّاسَ بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ، وَلاَ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَلاَ بِحُسْنِ التَّخَشُّعِ، وَلاَ بِحُسْنِ الْحِلْيَةِ، وَلَكِنْ بِصِدْقِ الْوَرَعِ، وَحُسْنِ النِّيَّةِ، وَسَلاَمَةِ الْقُلُوبِ، وَالنَّصِيحَةِ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ, ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، بِصَبِرٍ، وَخَيْرٍ، وَلُبٍّ حَلِيمٍ، وَتَوَاضُعٍ فِي غَيْرِ مَذَلَّةٍ، وَعِلْمُ ذلك أَنَّهُمْ لاَ يَلْعَنُونَ شَيْئًا، وَلاَ يُؤْذُونَ أَحَدًا، وَلاَ يَتَطَاوَلُونَ عَلَى أَحَدٍ تَحْتَهُمْ، وَلاَ يَحْقِرُونَهُ، وَلاَ يَحْسُدُونَ أَحَدًا فَوْقَهُمْ، لَيْسُوا بِمُتَخَشِّعِينَ، وَلاَ مُتَمَاوِتِينَ، وَلاَ مُعْجَبِينَ، وَلاَ يُحِبُّونَ الدُّنْيَا، وَلاَ يُحِبُّونَ لِلدُّنْيَا، لَيْسُوا الْيَوْمَ فِي خَشْيَةٍ، وَغَدًا فِي غَفَلَةٍ.
59 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ, قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: إِنَّ بُدَلاَءَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلاَةٍ، وَلاَ صَوْمٍ، وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنْ دَخَلُوهَا بِرَحْمَةِ اللهِ، وَسَخَاوَةِ الأَنْفُسِ، وَسَلاَمَةِ الصُّدُورِ.

الصفحة 619