كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

72 - حدثني علي بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ، قال: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ, أَخُو حَزْمٍ (1)، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَقَدْ أَحْبَبْتُ اللهَ حُبًّا سَهَّلَ عَلَيَّ كُلَّ مُصِيبَةٍ، وَأَرْضَانِي بِكُلِّ قَضِيَّةٍ، فَمَا أُبَالِي مَعَ حُبِّي إِيَّاهُ مَا أَصْبَحْتُ عَلَيْهِ وَمَا أَمْسَيْتُ.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "أخو حرم" محرفا, وهو: سُهَيل بن مِهران، أَخو حَزم، القُطَعي، البَصري. التاريخ الكبير للبخاري (4/ 106).
73 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ، قال: حدثني أبي أَبُو عَلْقَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ, فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم بِجَهَازِهِ, فَلَمَّا وُضِعَ عَلَى قَبْرِهِ, قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: وَمَا عِلْمُكِ بِذَلِكَ؟ قَالَتْ: كَانَ يَا رَسُولَ اللهِ يَصُومُ النَّهَارَ، وَيُصَلِّي اللَّيْلَ، قَالَ: بِحَسْبِكِ لَوْ قُلْتِ: كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ.
74 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قال: حدثني عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنا عَبْدَ اللهِ, الملقب بحِمَارٍ، كَانَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم يَشْتَرِي الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ, أَوِ الْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ, أَوِ الشَّيْءَ مِنَ السُّوقِ، فَيَأْتِي بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم, فَيَقُولُ: أَهْدَيْتُ هَذَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِذَا جَاءَهُ صَاحِبُهُ يَبْغِي ثَمَنَهُ, أَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم, فَيَقُولُ: أَعْطِي هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: أَوَ لَيْسَ إِنَّمَا أَهْدَيْتَهُ لِي؟ فَيَضْحَكُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، وَيَأْمُرُ بِهِ, فَيُعْطَى ثَمَنَهُ، وَكَانَ لاَ يَزَالُ يُؤْتَى بِهِ شَارِبًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُضْرَبُ، فَأُتِيَ بِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ شَرِبَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: لاَ تَسُبَّهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ.
75 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدَنِيُّ, قال: أخبرني أَبُو مَعْشَرٍ، قال: أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ طَلْحَةُ بْنُ البَرَاءِ (1) رَجُلاً مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم يُبَايِعْهُ، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ، قَالَ: فَأَمْسَكَ بِيَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ مَرَّةً أُخْرَى, فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ, قال: فَأَمْسَكَ بِيَدِهِ، ثُمَّ جَاءَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ، فَبَايَعَهُ، فَأَمَرَ أَلاَّ يَقْتُلَهُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ طَلْحَةَ اشْتَكَى شَكْوَى, فَأَدْنَفَ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم يَعُودُهُ, فَرَأَى بِهِ الْمَوْتَ, فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ عِنْدَهُ: إِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ, فَآذِنُونِي حَتَّى أَشْهَدَهُ وَأُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: آذِنُوا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: لاَ تَفْعَلُوا، قَالُوا: وَلِمَ يَا طَلْحَةُ, وَالنَّاسُ يَسْتَشْفُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم إِذَا حَضَرَهُمُ الْمَوْتُ؟ قَالَ: أَخْشَى أَنْ تُصِيبَهُ نَكْبَةٌ, أَوْ تَلْدَغَهُ عَقْرَبٌ, أَوْ تَنْهَشَهُ حَيَّةٌ، فَأَلْقَى اللهَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَتَرَكُوهُ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا مَاتَ آذَنُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: إِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَآذِنُونِي؟ فَقَالُوا: أَرَدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ نَفْعَلَ, فَمَنَعَنَا, وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ تُصِيبَهُ نَكْبَةٌ، أَوْ تَلْدَغَهُ عَقْرَبٌ، أَوْ تَنْهَشَهُ حَيَّةٌ فَأَلْقَى اللهَ بِذَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: اللهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ بْنَ الْبَرَاءِ تَضْحَكُ إِلَيْهِ, وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "طلحة بن عوف", والمثبت من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية: "البراء", وقال محققها: في الأصل طلحة بن عوف.
- والحديث أَخرجه أَبو داوُد (3159): أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ الْبَرَاءِ مَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلم يَعُودُهُ، فَقَالَ: إِنِّي لاَ أَرَى طَلحة إِلاَّ قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْموْتُ، فَآذِنُونِي بِهِ، وَعَجِّلُوا، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ».

الصفحة 623