كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

79 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِمَامُ، قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قال: أخبرنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قال: أخبرني أَخِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ أَقْبَلَ وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ مَا تَكَادُ تُوَارِيهِ، وَالنَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم جَالِسٌ, وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ نَكَّسُوا لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يُعْطَوْنَهُ يَتَوَارَى بِهِ، قَالَ: فَأَثْنَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم خَيْرًا، قَالَ: فَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: لَقَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ أَبَوَيْهِ وَمَا فَتًى مِنْ فَتَيَانِ قُرَيْشٍ عِنْدَ أَبَوَيْهِ مِثْلُهُ، يُكْرِمَانِهِ، وَيُنَعِّمَانِهِ، فَخَرَجَ مِنْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ, وَنُصْرَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.
80 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي سَفَرٍ, قال: فَرَكِبْنَا مَفَازَةً، فَلَمَّا كُنَّا فِي وَسَطٍ مِنْهَا, إِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَتَلَوَّمَهُ أَبِي أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَيْهِ، فَمَا فَعَلَ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، قَدْ نَرَاكَ فِي هَذَا الْمَكَانِ, وَلاَ نَرَى مَعَكَ طَعَامًا, وَلاَ شَرَابًا، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ نُخَلِّفَ لَكَ طَعَامًا وَشَرَابًا؟ قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْنَا أَنْ لاَ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا بَرِحْنَا حَتَّى نَشَأَتْ سَحَابَةٌ, فَأَمْطَرَتْ حَتَّى أُسْقِيَ مَا حَوْلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا, فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى أَوَّلِ الْعُمْرَانِ, فَذَكَرَهُ أَبِي لَهُمْ، فَعَرَفُوهُ، وَقَالَ: ذَاكَ لاَ يَكُونُ فِي أَرْضٍ إِلاَّ سُقُوا.

الصفحة 626