كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِرَاسَةَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: آخِ الإِخْوَانَ عَلَى قَدْرِ التَّقْوَى, وَلاَ تَجْعَلْ حَدِيثَكَ بِذِلَّةٍ إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ, وَلاَ تَضَعْ حَاجَتَكَ إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يُحِبُّ قَضَاءَهَا, وَلاَ تَغْبِطِ الأَحْيَاءَ إِلاَّ بِمَا تَغْبِطِ الأَمْوَاتَ, وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
48 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: اصْحَبْ مَنْ يَنْسَى مَعْرُوفَهُ عِنْدَكَ.
49 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الإِخْوَانِ فِي اللهِ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمُ الْعَامِلُونَ بِطَاعَةِ اللهِ, الْمُتَعَاوِنُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ, وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دُورُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ, قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ, فَقَالَ: قَدْ يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللهِ, وَيَتَعَاوَنُونَ عَلَى أَمْرِهِ, وَلاَ يَكُونُونَ إِخْوَانًا حَتَّى يَتَزَاوَرُوا وَيَتَبَاذَلُوا.
50 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ (1), قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ بِمَرٍّ, فَأَتَاهُ عَطَاءُ بْنُ [أَبِي] مُسْلِمٍ, وَمَعَهُ ابْنُهُ عُثْمَانُ, فَقَالَ لِمُحَمَّدٍ: أَيُّ الْعَمَلِ فِي الدُّنْيَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: صُحْبَةُ الأَصْحَابِ, وَمُحَادَثَةُ الإِخْوَانِ, إِذَا اصْطَحَبُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى, قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَذْهَبُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْحَلاَوَةِ بَيْنَهُمْ, فَوَصَلُوا وَتَوَاصَلُوا, وَلاَ خَيْرَ فِي صُحْبَةِ الأَصْحَابِ, وَمُحَادَثَةِ الإِخْوَانِ, إِذَا كَانُوا عَبِيدَ بُطُونِهِمْ؛ لأَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا كَذَلِكَ ثَبَّطَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَنِ الآخِرَةِ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعة دار الكتب العلمية, وهو الصواب, وفي طبعة دار أطلس: "أبي عشمة".
- أشار محقق طبعة دار أطلس إلى الصواب في حاشية الكتاب ولم يثبته في المتن.

الصفحة 63