كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
113 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةٌ تُظِلُّهُ.
114 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يحميه.
115 - حدثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَخْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِي فِي الْبَحْرِ, وَمَعِي غُلاَمٌ لِي لَهُ فَضْلٌ يَخْدُمُنِي، فَمَاتَ الْغُلاَمُ فَدَفَنْتُهُ فِي جَزِيرَةٍ, فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ، فَبَيْنَا نَحْنُ وَقُوفٌ نَتَفَكَّرُ فِيهِ مَا نَصْنَعُ، إِذِ انْقَضَّتِ النُّسُورُ وَالْعُقْبَانُ, فَمَزَّقُوهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ أَتَيْتُ أُمَّ الْغُلاَمِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا كَانَ حَالُ ابْنِكِ؟ قَالَتْ: خَيْرٌ، كُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: اللهُمَّ احْشُرْنِي مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ.
116 - حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَيْرِ, عن عَبْدِ اللهِ الأَحمرِ، قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ لِقَاءَ رَجُلٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ, فَلَمْ أَزَلْ أَدُورُ حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ قُلْتُ: أَوْصِنِي, قَالَ: صَدِّقِ اللهَ فِي مَقَالَتِهِ.
117 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ شَيْخٌ يَدْخُلُ عَلَيْنَا الْمَسْجِدَ فِي كِسَاءٍ لَهُ، فَأَتَانِي يَوْمًا فَقَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَ قَمِيصَكَ؟ قُلْتُ: بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَعِمَامَتَكَ؟ قُلْتُ: بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَرِدَاءَكَ؟ قُلْتُ: بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لِي: قَدْ بَلَغَتْ كَسَوْتُكَ هَذَا وَأَنْتَ تَقُصَّ عَلَى النَّاسِ؟ قَالَ مَيْمُونٌ: فَأَخَذَ قَوْلُهُ بِقَلْبِي، فَقُلْتُ لِشَرِيكٍ لِي: اجْمَعْ مَالَنَا، فَلَمَّا كَانَ [يَوْمُ] جَمَعَه, مَرَّ بِي ذَلِكَ الشَّيْخُ, فَقَالَ لِي: لِمَنْ هَذَا الْمَالُ؟ قُلْتُ: لِي، فَجَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ: لَرُبَّ خَيْرٍ قَدْ عَمِلْتَهُ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ جَمِيعَ حَسَنَاتِكَ لِي, وَأَنَّ هَذَا الْمَالَ بَاتَ فِي مَنْزِلِي، قَالَ: ثُمَّ أَرَادَ صَاحِبُ الْكِسَاءِ الْخُرُوجَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ, فَطَلَبْتُ إِلَيْهِ فِي نَفَقَةٍ ليَقْبَلُهَا مِنِّي, فَأَبَى, فَطَلَبْتُ إِلَيْهِ فِي كِرَاءٍ لِيَرْكَبَهُ, فَأَبَى, قَالَ: فَسَأَلْنَا الرِّفَاقَ عَنْهُ, فَلَمْ نُخْبَرْ عَنْهُ بِشَيْءٍ, حَتَّى قَدِمَتْ رُفْقَةٌ, فَسَأَلْنَاهُمْ عَنْهُ, فَقَالُوا: أَمَّا الرَّجُلُ فَلاَ نَعْرِفُهُ, وَأَمَّا صِفتكُمْ صَاحِبُ الْكِسَاءِ فَقَدْ مَرَّ بِنَا, وَقَدْ حَبَسَ السَّبُعُ الطَّرِيقَ وَأَهْلَهُ، وَصَاحِبُ الْكِسَاءِ سَالِكٌ فِيهِ, فَقُلْنَا: يَا عَبْدَ اللهِ، أَمَا تَرَى السَّبُعَ فِي الطَّرِيقِ؟ فَمَا كَلَّمَنَا وَلاَ تَكَلَّمَ إِلاَّ أَنَّا رَأَيْنَا كِسَاءَهُ أَصَابَ السَّبُعَ حِينَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ مَاضٍ.
الصفحة 645
655