كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

55 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ أَخِيهِ, إِنْ رَأَى فِيهِ مَا لاَ يُعْجِبُهُ سَدَّدَهُ وَقَوَّمَهُ وَحَاطَهُ وَحَفِظَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ, إِنَّ لَكَ مِنْ خَلِيلِكَ نَصِيبًا, وَإِنَّ لَكَ نَصِيبًا مِنْ ذِكْرِ مَنْ أَحْبَبْتَ, فَثِقُوا بِالأَصْحَابِ وَالإِخْوَانِ وَالْمَجَالِسِ.
56 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ يَعْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: نَظَرْنَا فِي الْمَوَدَّةِ وَالإِخَاءِ, فَلَمْ نَجِدْ أَثْبَتَ مَوَدَّةً مِنْ ذِي أَصْلٍ.
57 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَحْسَبُهُ تَمَثَّلَ بِهِ:
إِنِّي لأَمْنَحُ مَنْ يُوَاصِلُنِي ... مِنْ صَفَاءٍ لَيْسَ بِالدِّقِّ
فَإِذَا حَالَ عَنْ خُلُقٍ ... دَاوَيْتُ ذَاكَ مِنْهُ بِالرِّفْقِ
وَالْمَرْءُ يَصْنَعُ نَفْسَهُ وَمَتَى مَا ... بَتَلَهُ يَنْزَعْ إِلَى الْعِرْقِ.
58 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: أَوْصَى رَجُلٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ أَخَا لَهُ, فَقَالَ: أَيْ أَخِي, آخِ الْكَرِيمَ الأُخُوَّةِ.... إِلاَّ أَمَل الْمُرُوءَةِ, وَالَّذِي إِنْ غِبْتَ خَلَفَكَ, وَإِنْ حَضَرْتَ كَنَفَكَ, وَإِنْ لَقِيَ لَكَ صَدِيقًا اسْتَزَادَهُ, وَإِنْ لَقِيَ لَكَ عَدُوًّا كَفَّ عَنْكَ مَعَرَّتَهُ, وَإِنْ رَأَيْتَهُ ابْتَهَجْتَ بِهِ, وَإِنْ نَاسَبْتَهُ اسْتَرَحْتَ.
59 - وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ: كَانَتِ الْحُكَمَاءُ تَقُولُ: إِنَّ مِمَّا يَجِبُ لِلأَخِ عَلَى أَخِيهِ مَوَدَّتُهُ بِقَلْبِهِ, وَتَزْيِينُهُ بِلِسَانِهِ, وَرِفْدُهُ بِمَالِهِ, وَتَقْوِيمُهُ بِأَدَبِهِ, وَحُسْنُ الذَّبِّ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ فِي غَيْبَتِهِ.

الصفحة 65