كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

60 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ لاِبْنِهِ: أَيْ بُنَيَّ، لاَ تُؤَاخِ أَحَدًا حَتَّى تَعْرِفَ مَوَارِدَ أُمُورِهِ وَمَصَادِرَهَا, فَإِذَا اسْتَطَبْتَ مِنْهُ الْخَبَرَ, وَرَضِيتَ مِنْهُ الْعِشْرَةَ, فَآخِهِ عَلَى إِقَالَةِ الْعَثْرَةِ, وَالْمُوَاسَاةِ عِنْدَ الْعُسْرَةِ.
61 - وَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ سُئِلَ: أَيُّ الْكُنُوزِ خَيْرٌ؟ قَالَ: أَمَّا بَعْدَ, تَقْوَى اللهِ, وَالأَخُ الصَّالِحُ.
62 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ، شَيْخٌ لَنَا, قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ, أَوْصَاهُ أَبُوهُ, فَقَالَ: يَا بُنَيَّ, أَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، أَوَّلُهُمَا: أَنْهَاكَ عَنْ أَخْلاَقِ الصَّدِيقِ, وَاسْتِطْرَافِ الْمَعْرِفَةِ, وَآمُرُكَ بِالْبَذْلِ فِي عِرْضِكَ, وَالاِنْخِدَاعِ فِي مَالِكَ, وَأُحِبُّ لَكَ خَلْوَةً بِاللَّيْلِ.
63 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ, قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَحَبُّ إِخْوَانِي إِلَيَّ الَّذِي إِذَا أَتَيْتُهُ قَبِلَنِي, وَإِذَا غِبْتُ عَنْهُ عَذَرَنِي.
64 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَخُوكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ صَدِيقُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي صَدِيقًا لَمْ أُحِبَّهُ.
- بَابُ إِعْلاَمِ الرَّجُلِ أَخَاهُ بِشِدَّةِ مَوَدَّتِهِ إِيَّاهُ.
65 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، وَيَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الأَهْوَازِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ, فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ.

الصفحة 66