كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

"اللهمَّ! لاَ، وَلَوْلاَ أَنَّكَ نَشَدْتَني بِهَذَا لَمْ أُخْبِرْكَ نَجِدُه الرَّجْمَ، وَلكِنَّهُ كَثُرَ فِي أَشْرَافِنَا فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الرَّجُلَ الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ, وَإِذَا أَخَذْنَا الرَّجُلَ الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقُلْنَا: تَعَالَوْا فَنَجْتَمِعَ عَلَى شَيءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى التَّحْمِيمِ وَالْجَلْدِ مَكَان الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ! إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ". فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَأَنْزَلَ الله - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)} فِي الْكُفَّارِ كُلُّهَا. أخرجه مسلم (¬1)، وهذا لفظه وأبو داود (¬2). [صحيح]
4 - وفي أخرى لأبي داود (¬3) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هَذِهِ الآيَاتُ الثَّلاَثُ نَزَلَتْ فِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ. [حسن]
"والتحميم" (¬4): تسويد الوجه بالحمم، وهو الفحم.
قوله: "محمم": [قال] (¬5) ابن الأثير (¬6): التحميم: تسويد الوجه من الحمم جمع: حممة وهي الفحمة.
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (1700).
(¬2) في "السنن" رقم (4448)، وهو حديث صحيح.
(¬3) في "السنن" رقم (3576) وهو حديث حسن.
(¬4) انظر "المجموع المغيث" (1/ 501).
(¬5) زيادة يقتضيها السياق.
(¬6) في "جامع الأصول" (2/ 117).

الصفحة 105