كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

أقول: كأنهم قرب وفاته - صلى الله عليه وسلم - ولذا لفوا رؤوسهم وبكوا، ولفظ البخاري: "فغطى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم ولهم خنين" (¬1). يروى بالحاء المهملة وبالمعجمة، وهو تردد البكاء بصوت أغن، وبوب له البخاري (¬2) باب: قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}، ذكره في التفسير (¬3)، وذكره في كتاب العلم (¬4).
قوله: "قال عمر":
قال ابن بطال (¬5): فهم [295/ ب] عمر أن تلك الأسئلة قد تكون على سبيل التعنت أو الشك فخشي أن تنزل العقوبة بسبب ذلك فقال: "رضينا بالله رباً ... " إلى آخره] (¬6).
قوله: "أحفوه": بمهملة ثم فاء. أكثروا عليه المسألة حتى جعلوه كالحافي. كما يقال: أحفاه في السؤال إذا ألح عليه، ويأتي تفسيره.
قوله: "فقال رجل من أبي": في "فتح الباري" (¬7) في كتاب العلم (¬8) من البخاري: أن الرجل عبد الله بن حذافة، وفي رواية قيس بن حذافة، وورد أنه كان يطعن في نسبه، وقام آخر فقال: أين أبي؟ فقال: في الدار. وقام آخر فقال: يا رسول الله! الحج علينا في كل عام؟ فقال له
¬__________
(¬1) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 538): الخَنينُ: ضربٌ من البكاء دون الانتحاب، وأصل الخنين: خروج الصوت من الأنف، كالحنين من الفم. وانظر: "المجموع المغيث" (1/ 624).
(¬2) في "صحيحه" (8/ 280 الباب رقم 12 - مع الفتح).
(¬3) برقم (4621).
(¬4) برقم (93).
(¬5) ذكره الحافظ في "الفتح" (1/ 188).
(¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (ب).
(¬7) (1/ 188).
(¬8) في الباب رقم (29 - مع "الفتح").

الصفحة 114