كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لحُيٍّ الخزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ" أخرجه الشيخان (¬1). [صحيح]
"والقصب" (¬2): واحد الأقصاب، وهي الأمعاء.
قوله: "وعن ابن المسيب":
قال أبو عبيدة (¬3): جعلها - أي: البحيرة - قوم من الشاء خاصة إذا ولدت خمسة أبطن بحروا أذنها أي: شقوها، وتركت فلا يمسها أحد.
وقال آخرون (¬4): بل البحيرة الناقة كذلك، وخلوا عنها فلا تركب ولا يضربها فحل.
وقوله: "ولا يحلبها أحد": هكذا أطلقه هنا. وقال أبو عبيدة: كانوا يحرمون وبرها ولحمها وظهرها ولبنها على النساء، ويجعلون ذلك للرجال، وما ولدت فهو بمنزلتها، وفيها قول آخر.
قوله: "والسائبة":
قال أبو عبيدة (¬5): كانت السائبة من جميع الأنعام [75/ أ] وتكون نزوراً للأصنام فتسيب ولا تحبس عن مرعى، ولا يركبها أحد.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4623) ومسلم في "صحيحه" رقم (2856).
(¬2) قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" (2/ 128).
(¬3) ذكره الحافظ في "الفتح" (9/ 284).
(¬4) انظر "النهاية في غريب الحديث" (1/ 106) غريب الحديث للخطابي (1/ 50).
(¬5) ذكره الحافظ في "الفتح" (8/ 284).

الصفحة 116