كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

روي ابن مردويه (¬1) ما يفسر حديث جابر ولفظه عنه من حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعاً، فرفع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض، ولا يلبسهم شيعاً، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الخسف والرجم وأبى أن يرفع عنهم الآخرين".
فيستفاد [بهذه] (¬2) الرواية [77/ أ] [المراد] (¬3) بقوله: "أو من فوقكم ... أو من تحت أرجلكم":
وأخرج (¬4) من طريق ابن عباس أن المراد بالفوق حبس المطر، وبالتحت منع الثمرات.
قال ابن حجر (¬5): والأول هو المعتمد. قال: وفي الحديث دليل على أن الرجم والخسف لا يقعان في هذه الأمة، وفيه نظر فقد روى أحمد (¬6) والطبري (¬7) من حديث أبي بن كعب في هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: هن أربع وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة نبيهم بعد خمس وعشرين سنة ألبسوا شيعاً، وذاق بعضهم بأن بأس بعض، وبقيت اثنتان يأتيان لا محالة الخسف والرجم.
¬__________
(¬1) ذكره ابن حجر في "فتح الباري" (8/ 292).
(¬2) كذا في المخطوط (أ - ب) والذي في "فتح الباري" من هذه.
(¬3) في (أ - ب) فراغ، وما أثبتناه من "الفتح" (8/ 292).
(¬4) ذكره الحافظ في "الفتح" (8/ 292).
(¬5) في "الفتح" (8/ 292).
(¬6) في "المسند" (5/ 134 - 135).
(¬7) في "جامع البيان" (9/ 309 - 310).

الصفحة 125