كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

قلت: فهو مرسل إلا أن الأحاديث المرفوعة في ذلك كثيرة صحيحة، وقد ذكر المصنف حديث أبي هريرة الآتي، وذكر في الدر المنثور (¬1) منها شطراً واسعاً، وفيها أنهم خرجوا في هيئة الذر، ولذا يقال له: عالم الذر.
وقيل: إن الذي مسح (¬2) ملك [306/ ب] من الملائكة فأضيف الفعل إلى المسيب.
[والحديث مروي من طرق عديدة لا يبعد دعوى تواتر معناها، وللناس كلام كثير] (¬3).
¬__________
(¬1) (3/ 601 - 602).
(¬2) بل قد ثبت في الحديث الصحيح أن الله عز وجل مسح على ظهر آدم، وهو مسح على حقيقته يليق بجلال الله وعظمته.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لما خلق الله آدم مسح ظهره, فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ... ".
[الترمذي رقم (3076) وابن أبي حاتم في "السنة" (205) والحاكم في "المستدرك" (2/ 325) وصححه. ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح].
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما نزلت آية الدين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أول من جحد آدم إن الله تعالى لما خلقه مسح ظهره، فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة, فعرضهم عليه ... ".
[ابن أبي عاصم في "السنة" (204) وأحمد في "المسند" (227 - شاكر) وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ويتقوى بما قبله.
قال ابن القيم في "مختصر الصواعق" (2/ 171): وورد لفظ اليد في القرآن والسنة، وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مئة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقة من الإمساك والطي والقبض والبسط ... وأنه مسح ظهر آدم بيده.
(¬3) زيادة من (ب).

الصفحة 138