كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

وجعله الله خليفة, فلا بد، وأن يكون قد كتب عمره زيادة على الأربعين، وهي العشرون، فالانقلاب في متون الأحاديث [قد اتفق في أحاديث] (¬1) ويؤيده أنا لم نجد رواية في "الدر المنثور" (¬2) بأن عمر داود أربعون مع توسعه في النقل، بل كل ما فيه من الروايات أنه ستون.
إن قلت: إنه تعالى قدر [311/ ب] نبوته بعد علمه أن آدم يهب له عشرين عاماً تكون فيه نبوته وخلافته.
قلت: هذا ينبني على أن هبة آدم تمت لداود، وقد قدمنا لك أنه لم يأت ما يدل على ردها لآدم، ولا على عدمه إلا أن في رواية أخرجها ابن أبي حاتم (¬3)، وابن منده (¬4) وأبو الشيخ (¬5) في [العظمة] (¬6) وابن عساكر (5) عن أبي هريرة، وفيه أنه قال آدم: "فزده من عمري أربعين سنة قال: [أ] (¬7) تفعل يا آدم؟! قال: نعم. يا رب. قال: فنكتب ونختم إنا إن كتبنا وختمنا لم نغير. قال: فافعل أي رب! " الحديث. فيحتمل أنه تعالى ما كتبه وختمه، ولم يغيره وجب، فلا ترد الهبة.
قوله: "أخرجه الترمذي": قلت: وقال (¬8): هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [انتهى] (¬9).
¬__________
(¬1) زيادة من (أ).
(¬2) (3/ 600 - 604).
(¬3) في "تفسيره" (5/ 1612 - 1613).
(¬4) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 622 - 623).
(¬5) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 623).
(¬6) في (ب) العطية.
(¬7) زيادة من (أ).
(¬8) في "السنن" (5/ 267).
(¬9) زيادة من (أ).

الصفحة 145