كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

5 - وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ - عليها السلام - طَافَ بِهَا إِبْلِيسُ، وَكانَ لاَ يَعِيشُ لهَا وَلَدٌ. فَقَالَ: سَمِّيهِ عبد الحَارِثِ. فَإنَّه يَعِيْش، فَسَمَّتْهُ فَعَاشَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ وَأَمْرِهِ". أخرجه الترمذي (¬1). [ضعيف]
قوله: "فَسَمَّتْهُ فعاش":
أقول: وكان إبليس يسمى في الملائكة الحارث، وأنزل الله في ذلك: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ} إلى قوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} (¬2) يريد بالشرك تسمية الولد بعبد الحارث أطلق الشرك على المعصية، وهو يطلق عليها كثيراً.
وأخرج ابن جرير (¬3) عن ابن عباس قال: "كانت حواء تلد لآدم أولاداً فتعبدهم لله عبد الله، وعبيد الله، ونحو ذلك فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش، فولدت ولداً فسمياه عبد الحارث".
وأخرج ابن جرير (¬4) وابن المنذر (¬5).
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (3077) وهو حديث ضعيف.
قلت: وأخرجه أحمد (5/ 11) والحاكم (2/ 545) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1631) والطبراني في الكبير رقم (6895).
(¬2) سورة الأعراف الآية: (189 - 190).
(¬3) في "جامع البيان" (10/ 624).
(¬4) في "جامع البيان" (10/ 621 - 622).
(¬5) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 623).

الصفحة 146