كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

قال القاضي عياض (¬1): يحتمل أن هذا كان قبل نزول قسمة (¬2) الغنائم، والحديث يدل عليه.
قال: وقد اختلفوا (¬3) في هذه الآية، فقيل: هي بقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} فإن مقتضى الآية الأولى أن الغنائم كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - كلها خاصة، ثم إنه تعالى جعل أربعة أخماسها للغانمين بالآية الأخرى، وهذا قول ابن عباس وغيره، قيل: هي محكمة، والتنفيل من [315/ ب] الخمس، وقيل: هي محكمة [وللإمام] (¬4) أن ينفل من الخمس ما شاء لمن شاء حسبما يراه. انتهى باختصار.
[قوله: "جئت بسيف" أي: أخذه من سلاح الأعداء، وقاتلهم به لقوله: قد شفى صدري من المشركين] (¬5).
[قوله: "وليس لي ولا لك":
أقول: لفظه في "الجامع" (¬6) بزيادة بعد قوله: "لي" فقلت: "عسى أن يعطى هذا من لا يبلى بلائي، وقد صار لي فهو لك" فحذفه "المصنف"، وما كان يحسن حذفه، إذ هو من أعلام النبوة إخبار بما في نفس سعد] (¬7).
¬__________
(¬1) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (6/ 55 - 56).
(¬2) انظر "المغني" (13/ 53) و"الاستذكار" (14/ 104).
(¬3) انظر "البيان" للعمراني (12/ 198) "التمهيد" (10/ 82) "فتح الباري" (6/ 240).
(¬4) زيادة من (أ).
(¬5) زيادة من (أ).
(¬6) في "جامع الأصول" (2/ 146).
(¬7) زيادة من (أ).

الصفحة 150