كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

وإنما سماهم الله بذلك لعدم انتفاعهم بالأسماع في قبول الدعوة إلى الإيمان، وعدم النطق بكلمة التوحيد؛ لا أنهم كذلك حقيقة إذ لو كانوا كذلك حقيقة لم يكلفوا ولا ذموا.
5 - وَعَن أَنَسَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} الآية. فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية. فَلمَّا أخْرَجُوهُ نَزَلَتْ: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ. أخرجه الشيخان (¬1). [صحيح]
قوله في حديث أنس: "قال: قال أبو جهل: [اللهم! ... إلخ"] (¬2).
أقول: قال الحافظ في "الفتح" (¬3): ظاهره أنه القائل، وقد نسب إلى جماعة فلعله بدأ به ورضي الباقون فنسب إليهم. وقد روى الطبراني (¬4) من طريق ابن عباس: أن قائل ذلك هو النضر بن الحارث قال: فأنزل الله: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}. وكذا قال مجاهد (¬5) وعطاء (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4648) وطرفه (4649) ومسلم في "صحيحه" رقم (2796).
(¬2) زيادة من (أ).
(¬3) (8/ 309).
(¬4) قال الحافظ في "الفتح" (8/ 309): وقد روى الطبراني من طريق ابن عباس أن القائل ذلك هو النضر بن الحارث قال: فأنزل الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}، وكذا قال مجاهد، وعطاء، والسدي: ولا ينافي ذلك ما في الصحيح لاحتمال أن يكونا قالاه، ولكن نسبته إلى أبي جهل أولى.
(¬5) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (11/ 144).
(¬6) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (11/ 145).

الصفحة 154