كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

فروى ابن أبي حاتم (¬1) من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس أن معنى قوله: {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} أي: من سبق له من الله أنه سيؤمن.
وقيل: من كان بين أظهرهم حينئذ من المؤمنين. قاله الضحاك (¬2) وأبو مالك (¬3).
قلت: يؤيد أنه تعالى قال: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25)} (¬4).
وأخرج الطبراني (¬5) من طريق ابن أبزى قال: كان من بقي بمكة من المسلمين يستغفرون، فلما خرجوا أنزل الله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (¬6) الآية.
فأذن الله في فتح مكة، وهو العذاب الذي وعدهم الله به.
¬__________
(¬1) في "تفسيره" (5/ 1692).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (11/ 155) والبيهقي في الدلائل (3/ 76).
(¬2) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (11/ 149) والنحاس في الناسخ (ص 465) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1691).
(¬3) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (11/ 149).
(¬4) سورة الفتح الآية: (25).
(¬5) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 59).
(¬6) سورة الأنفال آية: (34).

الصفحة 156