كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

23 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّهُ قَرَأَ: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} وَقَالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ. أخرجه البخاري (¬1). [صحيح]
قوله: "في رواية ابن عمر: "وقال: هي منسوخة" [254/ ب]، هذا كما عرفت مذهب الأكثر، وخالفه ابن عباس.
24 - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، وَقَرَأَ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} " (¬2). أخرجه أبو داود (¬3) والترمذي (¬4) وصححه. [صحيح]
25 - وزاد رُزين (¬5): "فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَقَرِيبٌ رَبّنَا [فَنُنَاجِيْهِ أَمْ بَعِيْدٌ فَنُنَادِيه (¬6)]؟ فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} " الآية.
قوله: "يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي" لما أمر تعالى عباده بدعائه ثم قال: {عَنْ عِبَادَتِي} دل على أنه أريد به أنه العبادة حيث لم يقل: عن دعائي، ولك أن تقول: إن العبادة طاعة من جملتها الدعاء فيكون تنصيصاً على بعض أفراد العام.
قوله: "زاد رزين، فقال أصحابه"، أي: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أقريب ربنا فنناجيه [67/ أ] أم بعيد فنناديه".
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (1949).
(¬2) سورة غافر الآية 60.
(¬3) في "السنن" رقم (1479).
(¬4) في "السنن" رقم (2969). قلت: وأخرجه ابن ماجه رقم (3828). وهو حديث صحيح.
(¬5) ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول" (2/ 24).
(¬6) في (ب) فنناديه أم بعيد.

الصفحة 24