كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحُهَا فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى الآية فَالإِلْقَاءُ بَأَيْدِيْنَا إِلَى التَّهْلُكَةِ أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الجهَادَ. أخرجه أبو داود (¬1) والترمذي (¬2) وصححه. [صحيح]
34 - وَعَن عبد الله بْنَ مَعْقِلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَألتُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ فِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ قَالَ: حُمِلْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: "مَا كنْتُ أُرَى أَنَّ الْجَهْدَ قَدْ بَلَغَ بِكَ هَذَا، أَمَا تَجِدُ شاةً؟ " قُلْتُ: لاَ، قَالَ: "صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ، وَاحْلِقْ رَأْسَكَ". فَنَزَلَتْ فِيَّ خَاصَّةً وَهْىَ لَكُمْ عَامَّةً. أخرجه الستة (¬3)، وهذا لفظ الشيخين. [صحيح]
قوله: "نصف صاع من طعام"، أي: لكل مسكين من كل شيء.
وقال ابن عبد البر (¬4): قال أبو حنيفة (¬5): والكوفيون (¬6): نصف صاع من قمح وصاع من تمر وغيره، وعن أحمد (¬7) رواية تضاهي قولهم، والحديث يرد عليهم.
و"النسك" قد فسر في المرفوع بأنه شاة.
¬__________
(¬1) في "السنن" (2512).
(¬2) في "السنن" رقم (2972). وهو حديث صحيح.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (1814، 1815) ومسلم رقم (1201) وأبو داود رقم (1856، 1857، 1858 - 1861) والترمذي بإثر الحديث رقم (2973) والنسائي (5/ 194، 195) وابن ماجه رقم (3079) ومالك في الموطأ (1/ 471) وهو حديث صحيح.
(¬4) انظر: "عيون المجالس" (2/ 805 رقم 531).
(¬5) انظر: "مختصر الطحاوي" (ص 69).
(¬6) انظر: "جامع البيان" (3/ 385 - 389).
(¬7) "الإنصاف" (3/ 458).

الصفحة 31