كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

لِيَذْكُرُوا الله كَثِيرًا، وَأَكْثِرُوا مِنَ التَّكبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ ثُمَّ أَفيضُوا، فَإِنَّ النَّاسَ كَانُواُ يُفِيضُونَ، وَقَالَ الله تَعَالَى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)} حَتَّى تَرْمُوا الْجَمْرَةَ. أخرجه البخاري (¬1). [صحيح]
39 - وعن ابن المسيب قال: أقبل صهيب - رضي الله عنه - مهاجراً من مكة فاتبعه رجال من قريش، فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته وقال: والله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي، وإن شئتم دللتكم على مال دفنته بمكة وخليتم سبيلي، ففعلوا، فلما قدم على رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية. فقال له رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ربح البيع أبا يحيى، وتلا عليه الآية". أخرجه رزين (¬2).
قوله في حديث ابن المسيب في قصة إنه: "أخرجه رزين".
أقول: هذا طال تنبيهنا عليه, وعبارة ابن الأثير (¬3): ذكره رزين ولم أجده في الأصول.
قلت في "الدر (¬4) المنثور": أخرج ابن سعد (¬5) والحارث بن أبي أسامة في "مسنده (6) " وابن المنذر (¬6)، وابن أبي حاتم (¬7).
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (4521).
(¬2) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 227) وأبو نعيم في الحلية (1/ 151) والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 522) والحاكم في "المستدرك" (3/ 400) وابن كثير في تفسيره (2/ 272) من طرق.
(¬3) في "جامع الأصول" (2/ 37).
(¬4) (1/ 240 - 241).
(¬5) في "الطبقات" (2/ 227 - 228).
(¬6) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 240).
(¬7) في تفسيره (2/ 368 رقم 1939).

الصفحة 35