كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

أخرجه الشيخان (¬1) والترمذي (¬2)، وهذا لفظ الشيخين. [صحيح]
65 - وعند الترمذي (¬3) قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْكَرِيمَ بْنَ الْكَرِيمِ بْنِ الْكَرِيمِ بْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ ثمَّ جَاءَنِي الرَّسُولُ لأجَبْت، ثُمَّ قَرَأ: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} قَالَ: ورَحْمَةُ الله تَعَالى عَلى لُوطٍ إِنْ كَانَ ليَأوِي إِلَى رُكْنٍ شدِيدٍ فَمَا بَعَثَ الله تَعَالَى مِنْ بَعْدِهِ نَبِيًّا إِلاَّ فِي ذِرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ". [صحيح]
قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم".
[قال] (¬4) ابن الأثير (¬5): {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} قال بعض من سمعها: شكَّ إبراهيم - عليه السلام - ولم يشك نبينا، فقال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تواضعاً منه وتقديماً لإبراهيم على نفسه: "نحن أحق بالشك منه".
والمعنى أننا لم نشك ونحن دونه فكيف يشك هو. انتهى.
وقال أبو حاتم (¬6) ابن حبان: لم يرد - صلى الله عليه وسلم - بالشك الشك في إحياء الموتى بل الشك [266/ ب] في استجابة الدعاء؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى}، ولم يذعن
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (3353، 3372) ومسلم رقم (2378).
(¬2) في "السنن" رقم (3116).
(¬3) في "السنن" رقم (3116).
(¬4) زيادة يقتضيها السياق.
(¬5) في "غريب الجامع" (2/ 55).
(¬6) في صحيحه (14/ 89 - 90).

الصفحة 51