كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

أقول: كأن المراد لا فراق له عن التكلم بالتمني فلينتقل إلى غيره وهو سؤال الله - عز وجل - وتفويض (¬1) الأمر إليه.
وقوله: "لا بد" قال أهل اللغة (¬2): معناه: لا إنفكاك ولا فراق ولا مندوحة، أي: هو للثلاثة.
2 - وَفِي رِوايَة لِلنِّسَائِي (¬3) عَنْ قَيْسٌ بْنِ أَبِي حَازِم قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعًا، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لدَعَوْتُ بِهِ". [صحيح]
قوله حديث خباب: قدمه المصنف في البناء ونسبه إلى الشيخين (¬4)، وله ألفاظ أحدها: ما ذكره هنا، وفي رواية حارثة بن مُضِّرب عند الترمذي (¬5) والنسائي (¬6) قال: دخلت على خباب وقد اكتوى في بطنه فقال: ما أعلم أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي من البلاء ما لقيت، لقد كنت وما أجد درهماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي ناحية بيتي أربعون ألفاً ... الحديث [484/ ب].
¬__________
(¬1) انظر: "فتح الباري" (10/ 128 - 129).
(¬2) "لسان العرب" (3/ 81)، "تهذيب اللغة" (14/ 77).
(¬3) في "السنن" رقم (1823).
(¬4) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (5672) وأطرافه في (6349، 6350، 6430، 6431، 7234) ومسلم رقم (2681) وقد تقدم.
(¬5) في "السنن" رقم (970).
(¬6) في "السنن" رقم (1823).
وأخرجه البخاري رقم (5672) ومسلم رقم (2681) مختصراً، وابن ماجه في "السنن" رقم (4163).

الصفحة 547