كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

فِي يَوْمَيْنِ. وَقَوْلِهِ - عز وجل -: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)}؛ سَمَّى نَفْسَهُ بِذَلِكَ: أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، وَإِنَّ الله تَعَالَى لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَيْحَكَ فَلاَ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّ كُلاًّ مِنْ عِنْدِ الله - عز وجل -. أخرجه البخاري (¬1). [صحيح]
قوله: "قال رجل لابن عباس"، الرجل هو نافع (¬2) بن الأزرق من الخوارج وحاصل أجوبة ابن عباس أنه لا اتحاد في الموقف، بل هو أوقات عديدة وأحوال مختلفة، والإيراد مبني على اتحاد الوقت.
3 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ الْيَهُودَ وَقَالَ: "أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا"، قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! لاَ يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ أَغْمَارًا لاَ يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا، فَأَنْزَلَ الله - عز وجل - فِي ذَلِكَ: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} إِلَى قَوْلِهِ: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}: أي: بِبَدْرٍ {وَأُخْرَى كَافِرَةٌ}. أخرجه أبو داود (¬3). [ضعيف]
قوله [271/ ب] "فأنزل الله {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي اليهود {سَتُغْلَبُونَ} إن حاربتم رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - {وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} الآية.
¬__________
(¬1) في صحيحه (8/ 555 - 556 الباب رقم 41 - مع الفتح).
(¬2) انظر "فتح الباري" (8/ 557 - 558).
(¬3) في "السنن" رقم (3001) وهو حديث ضعيف.

الصفحة 60