كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

قوله: "فعال قلم زكريا"، في النهاية (¬1) أيضاً: ارتفع على الماء، عال الشيء يعيل عيلاً أعجزه، والمراد أن القلم صعد في وجه الجرية وأعجزها، بخلاف غيره من الأقلام [272/ ب].
9 - وعنه - رضي الله عنه - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} (¬2) أَيْ: مُمِيْتُكَ. أخرجهما البخاري في ترجمة. [صحيح]
10 - وعنه أيضاً - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ وَلحِقَ بِدَارِ الشِّرْكِ، ثُمَّ نَدَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِةِ سَلُوا لِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَسَأَلُوا رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَنَزَلَتْ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَسْلَمَ. أخرجه النسائي (¬3). [إسناده صحيح]
11 - وَعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: "أنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى الله تَعَالَى". أخرجه الترمذي (¬4). [صحيح]
¬__________
(¬1) "النهاية في غريب الحديث" (2/ 373).
(¬2) قال ابن جرير في "جامع البيان" (5/ 451) بعد أن ذكر الأقوال في معنى (إني متوفيك - وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليَّ، لتواتر الأخبار عن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها، اختلف الرواه في مبلغها، ثم يموت، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه".
(¬3) في "السنن" رقم (4068) بإسناد صحيح.
(¬4) في "السنن" (3001). وأخرجه ابن ماجه رقم (4287، 4288). وهو حديث حسن.

الصفحة 63